لم تمنعه نظرة المجتمع السلبية من مواصلة طريقه نحو القمة ولم يعيقه انعدام الدعم المجتمعي من الإصرار على التميز، وانطلاقا من تعلقه بالغريب وحبه للتفرد طرق بابا لم يطرقه أحد قبله في منطقته متغلبا على كل ما يمكن أن يشتت تركيزه نحو هدفه. إنه الفنان التشكيلي المتخصص في فن المكياج المسرحي أحمد بن عوض الوادعي والذي أبدع في رسم الكدمات والجروح والإصابات على الوجوه والأيدي تاركا من يراها في حيرة تجعله لا يصدق أنها مجرد “رسمة” وللكثير من التفاصيل كان لنا معه هذا الحوار . حدثنا عن بداياتك وكيفية اكتشافك لهذه الموهبة؟ كانت البداية شي بسيط وكنت احاول ابني كدمات الجرح من الألوان العادية خلال رسم لوحاتي بالوان الباستل وخطرت لي فكرة عمل جرح بكامل مؤثراته والتي يطلق عليها المكياج المسرحي والسينمائي وفعلاً حاولت والحمد لله أثبت وجودي في هذا الفن المستحدث . لماذا اخترت هذا الفن تحديدا ؟ بصراحة انا شغوف بحب التعلم لأنواع الفنون الجديدة والمستحدثة ومغرم بالمركز الأول دائماً ولاحظت عدم وجود أحد على مستوى الجنوب في هذا المجال فأصبحت أول شخص على مستوى المنطقة مقدم لهذا المحتوى ولأول مرة . المكياج والرجل في مجتمعنا ثنائي لا يلتقيان فكيف جمعت أنت بينهما؟ المكياج نوع من انواع الفنون وخصوصاً المكياج المسرحي والسينمائي ، ولاشك أن نظرة الناس بشكل عام كانت ولازالت سلبية لأعمالي فهم ينظرون بغرابة واشمئزاز للفكرة وخصوصاً اذا عرفت بنفسي كميك اب ارتست او ماكيير مسرحي فأجد ردود مثل “مكياج البنات!” لكن الحمد لله ، حالياً نسبة الوعي مرتفعة وأسلوب الطرح الهادف وصاحب الرسالة دائماً يصل إلى القلب والعقل . هل لدى مجتمعنا خلفية ووعي بهذا الفن؟ يوجد وعي بهذا الفن لكن بشكل بسيط جدا ، فلازال بعض الأشخاص يحملون فكرة خاطئة عن هذا الفن أو يحاولون تشويهه من خلال الإخلال بمبادئه بسبب قلة الوعي والمعرفة التامة له. حدثنا عن شخصيات أو أحداث عالمية تأثرت بها في هذا المجال ؟ محليا كل الأعمال التي رأيتها هي تغذية بصرية خفيفة عن طريق السوشل ميديا لكن كمحترفين جميع الاشخاص المتقنين لهذا الفن هم من جنسيات أجنبية ووصلوا لمراحل متقدمة في الاحتراف ويملكون إمكانية عالمية واحترافية كبيرة لتوفر الإمكانيات والأدوات المطلوبة لديهم، فمثلا برنامج رامز الذي يعرض في رمضان جميع من يقومون بتكوين الشخصية من خلال تغيير الميك أب فيه هم من جنسيات أجنبية لأنه عربيا نسبة العجز في هذا الفن كبيرة. هل تلقيت أي نوع من الدعم لموهبتك من أي جهة؟ من ناحية دعم الجهات المسؤولة لم أجد أي دعم وجميع الأعمال التي أقوم بها مقتصرة على المستوى الشخصي والعمل المنزلي بشكل كامل. حدثنا عن أعمال قمت بها في هذا المجال بشكل رسمي ؟ تم تسليمي دور الماكيير في المهرجان المسرحي الثالث بجامعة الملك خالد بعنوان “مسرح الابداع” بعدد 4 مسرحيات بشكل كامل ومع أن الدعم كان محدود جداً جداً لكن تمت تأدية العمل ع أكمل وجه وشاركت موخرا بمعرض الغرفة التجارية للمبادرات والحرف من خلال عرض صور من أعمالي التي حاولت فيها الدمج بين الحرب والسلام. ماذا عن طموحك؟ أتمنى أن تصل أعمالي إلى المستوى العالمي والوصول لجوائز عالمية ومنها الأوسكار باذن الله .