تضطر بعض شركات الإنتاج إلى صرف النظر عن التعاقد مع ممثلين يصرون على وجود فريق عمل خاص بهم يقوم بعمل الماكيير والكوافير والملابس؛ الأمر الذي وضع هناك شروط من قبل بعض المنتجين لعل أهمها عمله مع فريق طاقم العمل الذي يستعين به المنتج أو شركة الإنتاج في العمل، في الوقت الذي يطالب فيه بعض الفنانين بإيجاد ميزانية خاصة لفريق العمل الخاص به ولاسيما أن الفنانات يعتبرن الأكثر استعانة بالماكيير الخاص. البداية كانت مع الفنانة الجماهيرية سمية الخشاب التي ترى أن من الضروري أن يكون لكل ممثلة ماكيير ومصمم خاص، إذ تقول: «أنا لدي طاقم خاص يضم «ماكيير وكوافير ومصمم» باسمي وبإشراف والدتي لأنني أثق وأرتاح للأيادي الخبيرة والمحترفة التي تعمل معي ولأن بيننا تفاهما فصعب أن أتعرض للنقد بسبب رداءة مكياج في أحد المشاهد. وتضيف «الماكيير ليست شغلة أي كلام، بل هو فن وتخصص وخبرة والممثل الناجح هو من يملك أدوات النجاح وأنا من أدوات نجاحي التي أتسلح بها هي الماكيير والكوافير، وتبين «لا أرى أن ذلك سلبي بالعكس هو في صالح العمل فأنا كفنانة يهمني أن أظهر في الدور بشكل يتلاءم مع الشخصية التي أجسدها في العمل وبرأيي أن مع الماكيير الخاص يجد الفنان ارتياحا نفسيا، فالفنان عندما يكون لديه ماكيير متخصص في هذا العمل سيرتاح له وحتما سيسلم الفنان وجهه ونفسه للماكيير الخاص به لأنه في أيد متقنة للعمل وسيظهر باللوك الذي رسمته رؤية المخرج أو الفنان نفسه للشخصية. وعما يردده المنتجون بأن بعض الفنانين يجلبون طاقما خاصا للمكياج والأزياء يكلفهم ماديا تعلق ضاحكة «المنتجون يأخذون الموضوع بحساسية وكل شيء يكلف ماديا ولكن الفنان لم يحضر ماكيير خاصا أو مصمما إلا لأنه يثق به، وبينهما تفاهم وأجرهم لم ولن يؤثر في المنتج الذي يبحث عن نجاح عمله»، وتوضح قائلة «افرض أن لدي دورا عن امرأة كبيرة في السن أو دورا عن سيدة تتعرض لحادث هنا أنا أحتاج إلى ماكيير موهوب ينفذ ما يطلبه المخرج ويتطلبه الدور ويظهره بشكل يجعل المشاهد يقتنع بأن الشخصية واقعية وهذا عمل لا يتقنه إلا إذا كان الماكيير محترفا ومتفاهما ويمتلك حسا عاليا في هذا المجال». ماكيير أجنبي وكان الفنان أشرف عبدالباقي قد أثار حفيظة البعض باستعانته بماكيير أجنبي في مسلسل يا أبو ضحكة جنان وعلق عبدالباقي على استعانته بماكيير أجنبي قائلا «ليس في ذلك تقليل من الأيادي الخبيرة في مصر ولكن قد يكون لأنني تعاملت مع ذات الماكيير في أعمال سابقة وارتحت للعمل معه، وقد وجدت أصداء جميلة على الحلقة التي جسدت فيها شخصية رجل عجوز وكانت الشخصية جدا صعبة ولكنه أخرجني بالصورة الأفضل». وكذلك الحال بالنسبة للنجم يحيى الفخراني الذي يفضل في الأعمال التاريخية الاستعانة بطاقم أجنبي خاص لأعماله التاريخية. لا عمل من دون ماكييري الفنانة نهال عنبر كان لها موقف بسبب رفضها التخلي عن طاقمها الخاص، إذ تؤكد أنها في أحد الأعمال كاد الماكيير الخاص بالعمل يحرق بشرتها وهذا ما دفعها إلى أن ترفض المشاركة في عمل ما لم يكن معها ماكييرها الخاص الذي برأيها يجيد التعامل معها أكثر من غيره. وهذا ما تشير إليه النجمة الشابة مي عز الدين التي يتوافر لديها في أعمالها ماكيير وكوافير خاص. وأيضا الفنانة إلهام فضالة التي ترفض التخلي عن ماكييرها الخاص وترجع السبب إلى أنها لا تستطيع أن تعمل مع ماكيير دون المستوى ما يتسبب في أن يجعل المشهد الذي تقوم به بعيدا عن المصداقية، وعلى العكس هناك أعمال تتعاقد مع ماكيير خاص ونذكر المسلسل الأشهر عربيا طاش ما طاش الذي تعاقد مع الفنان عزيز مندي. أجور ضخمة وكانت للمنتجين رأي مخالف للفنانين إذ إن المنتج عبدالرحمن السليطي يرفض هذه الفكرة ويقول لنفترض أننا وافقنا على هذا الشرط فإننا مضطرون لتخصيص ميزانية لماكيير وكوافير ومصمم كل فنان وفنانة. ويضيف «نحن نستقطب أسماء معروفة ومتخصصة وتمتلك الخبرة والنجاحات ويعملون كل ما يتطلبه الدور أو رؤية المخرج، مشيرا إلى أن هناك نجوما يستعينون بماكيير وغيره أجورهم جدا خيالية. فيما يقول المنتج أحمد الجابري إنه لا يمانع من أن يكون هناك طاقم خاص ولكن وفق أجر محدود، إذ يقول «قد ننفذ هذا الشرط مع النجوم أو صاحب دور البطولة ولكن إن كان كل ممثل حتى الممثل المبتدئ يشترط ماكيير خاصا فإننا حتما سنكون مجبورين على البحث عن ممثل آخر يثق في فريق العمل بعيدا عن المغالاة والتشرط». ليس عيبا في الوقت الذي أكد المخرج حاتم علي أنه يفضل العمل مع الأسماء الأجنبية في الماكيير كونهم أيدي متدربة ومحترفة وتظهر الشخصيات حقيقية في ملامحها. ويرى أن من أحقية الممثل أو غيره أن يكون لديه فريق خاص بالماكيير قائلا ما دام الممثل يثق فيمن معه ويظهر أدواره بدرجة عالية من المصداقية لا أرى في ذلك مانعا أو عيبا. من جهته يرى رئيس شعبة المكياج الماكيير محمد عشوب أن من أبسط الأمور أن يكون لكل ممثل ماكيير خاص، مشيرا إلى أن في جميع أنحاء العالم لكل نجم الماكيير الخاص به، مؤكدا أن المكياج مهنة لا يتقنها إلا الموهوب والخبير وفي الأعمال الدرامية الماكيير يعتبر من نجوم العمل سواء كان مسلسلا أو فيلما لأن في يديه نجاح المشاهد أو فشلها، ويضيف «الماكير يساعد الممثل على تقمص الشخصية كما فعلت مع النجم الراحل أحمد زكي في فيلم أيام السادات ومجموعة من الأفلام الإيطالية»، ويردف «العلاقة بين الممثل والماكيير هي علاقة عمل وعلاقة حب وتفاهم ومن الطبيعي أن ينعكس هذا الود والارتياح بينهم إلى نجاح في الشخصية»، موضحا أنه عند وجود علاقة الود هذه سيتفانى الماكيير في أن يقوم بأفضل ما عنده من أجل الممثل، حيث يكون الفنان أكثر حماسا وحرصا من الفنان نفسه بإظهاره بالشخصية المطلوبة، مبينا رأيي منتجا أن بعض النجمات يستعن بماكيير خاص من باب الرفاهية .