الغموض والفشل هما الحقيقة التي يمكن استنتاجها من عمليات الجيش العراقي ضد تنظيم داعش في مدينة الموصل منذ عام 2014م ، ورغم انه تم اخراجهم مؤخراً من الجزء الشرقي للمدينة وحرمانهم من حماية النهر لظهورهم شرقاً فإن عمقهم بالموصل يبقى في الجزء الغربي بكثافته السكانية والعمرانية، وما يهمنا هو ماذا بعد خروج الدواعش المتوقع من الموصل بدعم امريكي نوعي محتمل؟، فمن المتوقع ان خيارهم المتاح هو الهروب الى الصحراء غرب وجنوب غرب الموصل وهذا الخيار هو احتمال كبير ويبدو انه يتوافق ورغبة الجيش العراقي بتوجيه من المستشارين الأمريكان لغرض اصطيادهم عبر الصحراء المفتوحة. لكن هناك حقائق يجب وضعها في الحسبان في كلٍ من السعودية والأردن واهمها أن الإيرانيين بعد مجيء الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ليس من مصلحتهم هزيمة داعش بالعراق على وجه الخصوص، بل تقتضي مصلحتهم الارهابية بقاء التنظيم قوي كعقبة امام ترامب وبنفس الوقت فزاعة واستنزاف للجميع، وتبرير لبقاء نفوذ وتسليح وتمويل الحشد العنصري العراقي الموالي لطهران (طبعاً تمويله بأموال العراق)،وعموماً فإن القول الفصل بهذا الخصوص يحكمه مدى الحزم الأمريكي تجاه ايرانبالعراق ، ومع ذلك فقد يُسهل الحرس الثوري الارهابي خروج مجموعات من الدواعش لتنفيذ عمليات ارهابية على حدود السعودية والأردن. وقد يهيئ الحشد الشيعي العراقي الارهابي الظروف للضباع المنفردة من داعش لتنفيذ هجمات ارهابية على مراكز الحدود العسكرية والمنافذ في البلدين (لا يليق بهم مسمى الذئاب)،وعموماً فإن خروج مقاتلي داعش من الموصل لا يعني على الإطلاق القضاء عليهم في صحراء الانبار التي يوجد بها وعورة مهما كانت مفتوحة، بل سينجو الكثير منهم ومعهم اسلحتهم الشخصية والأحزمة الناسفة، ومن الصعب اقتناصهم جميعاً من الجو، وسيكون هدفهم النهائي الإنتحار من خلال التفجير والتخريب في أي مكان آخر ، ومن هنا يجب على الجميع التنسيق لمعرفة خطط الاصدقاء الأميركان تجاه داعش بالعراق وتوقيتاتهم العملياتية بالموصل ، وتكثيف الاستطلاع الأرضي الحدودي ومراجعة قواعد الإشتباك على الحدود وتغيير ما يلزم منها لحرمان الدواعش من مهاجمة أي موقع لمصلحة ملالي الشر بإيران ساسة ودهاقنة اختلاق مالا يمكن توقعه من المكائد والحيل الارهابية من خلال تشغيل جهات يناصبونها العداء ظاهرياً بينما يمولونهم في الخفاء ويمدونهم بالمعلومات وربما الحراسة!. الضباع الخطيرة جدا والمدربة قد تأتي من الموصل العراقية والرقة السورية، ولا ننسى ان تدريبهم جيد جداً واساليب قتالهم مزيجاً من تكتيك القوات الخاصة في الهجوم وعمل حرب العصابات في الإنسحاب.