فيما يستعد الجيش العراقي بمساندة قوات التحالف الدولي لتحرير الموصل من قبضة تنظيم داعش، قال مراقبون إن إيران تعرقل هذه الخطوة من خلال ميليشيات الحشد الشعبي حتى تحافظ على استمرار الصراع في العراق ولاستغلال ورقة "محاربة الإرهاب"، لاستخدامها في مقايضة الولاياتالمتحدة والغرب على التدخل الإيراني في شؤون المنطقة. وقال الأمين العام المساعد للشؤون الإعلامية في جامعة الدول العربية سابقا، صلاح المختار، إن إيران تريد استمرار الفوضى في العراق من خلال بقاء تنظيمي داعش والقاعدة، حتى يسمح للميليشيات التابعة لإيران بمواصلة العمل المنفرد وغير الخاضع لجهة حكومية مركزية وتحقيق الهدف المرحلي الحالي وهو غزو المناطق الحدودية، مشيرا إلى أن هذه الحقيقة يؤكدها الاستعراض العسكري للميليشيات وإعلان هادي العامري رجل إيران الأول في العراق أن الحشد الشعبي وفيلق بدر أصبح أقوى من كل أجهزة الدولة. تورط المالكي أشار صلاح المختار إلى أن حكومة نوري المالكي السابقة هي من دبرت قضية هروب أكثر من 700 مقاتل من تنظيم داعش لتوفير غطاء لتحقيق تغييرات جذرية في العراق، تضمنت تغلغل إيران بصورة أوسع وأعمق في العراق، مبينا أن هذه الحكومة سلمت أسلحة ضخمة في الموصل في صيف عام 2014، تكفي لتسليح جيش ضخم لأجل أن تمتلك القدرة على التهديد وتنفيذ عمليات ضخمة تسمح لإيران بالتدخل.
الجيش البديل قال المختار إن "إيران تلعب حاليا على المكشوف، فلكي تكتمل عملية إنشاء جيش بديل تابع كليا لها تقوم إيران بعرقلة كل تقدم يمكن أن تحرزه الحكومة الحالية برئاسة حيدر العبادي، خصوصا أن مفاتيحها بيد إيران رغم التدخل الأميركي المباشر والصريح لدعم العبادي، مضيفا "ليس أفضل من بقاء داعش وسيلة لمواصلة إكمال بناء جيش تابع لإيران من جهة وتصفية كل الأعداء الحاليين والمحتملين تحت غطاء محاربة الإرهاب من جهة ثانية، فضلا عن كسب دعم الغرب وغيره لأن الإرهاب تحول إلى أداة لإرهاب وابتزاز دول العالم، ومن ثم فإن من يواصل محاربته سيحصل على دعم دولي وإقليمي.
بن لادن وإيران أوضح المختار أن تنظيمي داعش والقاعدة كلاهما مخترقان من قبل أكثر من طرف دولي وإقليمي، وإيران اخترقت داعش مثلما فعلت الولاياتالمتحدة قبل أن ينمو ويتوسع عام 2014، وقال "إن قادة كثيرين من القاعدة يقيمون في إيران منذ سنوات طويلة"، لافتا إلى ما كشفته وثائق أميركية بأن أسامة بن لادن كتب إلى زملائه بعدم مهاجمة إيران لأنها مقر إقامة الكثير من قادتها، كما أنها الممر الرئيسي لرجالها وعتادها ومالها.
التغلغل الفارسي أكد المحلل السياسي فرحان حمود، أنه منذ وقوع العراق تحت الاحتلال الفارسي والسياسة الصفوية تعمل على قدم وساق في تغذية العنف الطائفي، وأن طهران وصلت إلى أوج توسعها على الأرض في العراق بعد سقوط بغداد، وتوسعت في الشام بعد دخول سورية في صراع مسلح، وتغلغلت في بعض الدول العربية بشكل أقوى وواضح كما في لبنان واليمن من خلال أتباعها الطائفيين والسياسيين ومن تلاقت مصالحهم مع مصلحتها، مستفيدة في ذلك من وجود داعش والقاعدة وكل التنظيمات الإرهابية بالمنطقة. وأشار حمود إلى أن تنظيم داعش ليس إلا منفذا للأطماع الإيرانية الجغرافية بتوسيع للجغرافيا الشيعية على حساب السنة، وتغذية الأتباع بأفكار طائفية من خلال الإيعاز للرئة الداعشية بالشهيق والزفير الطائفي بالسنة والشيعة على حد سواء، في إشارة إلى أن التنظيم الداعشي يستغل جميع التناقضات لبقائه وتوسع نفوذه. أبرز أشكال التواطؤ تورط المالكي في تسريب الأسلحة تغذية الطائفية في دول عربية تهريب الدواعش من السجون استخدام التنظيم مبررا للتوسع والنفوذ زيادة قوة ميليشيات الحشد الشعبي إقامة قيادات متطرفة في إيران