نوه صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة، باهتمام وحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – بالتراث وأصالة الماضي المجيد وتعريف الأجيال بتاريخ وتراث الوطن العريق، مشيراً إلى أن ذلك يأتي إدراكاً بأهمية إحداث التوازن الحضاري بين مستقبلها وماضيها, خصوصاً في ظل التحولات الحضارية العميقة لعالمنا المعاصر. وبين سموه أن الأمم المجيدة ترتكز بوجودها على كيان وأساس متين تشكله عبر مختلف الإنجازات الفكرية والثقافية والعمرانية، ويتبلور في عطاء الأمة وإشعاعها الإسلامي والثقافي وعمق تأثيرها الحضاري، مؤكداً أن بلادنا الغالية بقيادة حكامها منذ تأسيسها تعمل على الحفاظ على الأصالة ومقوماتها، وأحياء التراث وبعث معالمه المتنوعة، سواء تعلق الأمر، بمواكبة التطور التكنولوجي والعمل على الاستفادة منه وتوظيف إمكاناته ووسائله في عملية التنمية الحضارية . وقال سمو أمير الباحة “لقد حرص خادم الحرمين الشريفين – أيده الله – على الاهتمام بموروث الجنادرية، حيث تؤكد رعايته لافتتاح فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة اهتمامه بضرورة المحافظة على الأصالة السعودية بجميع خصائصها ومميزاتها وخصوصياتها” . ووصف سموه مهرجان الجنادرية بكرنفال سنوي متجدد ومبهر للتراث الأصيل يتجدد كل عام حتى لا يكون في نظر الأجيال مجرد رصيد مادي يقفون عنده دون أن يستثمروه استثماراً جيداً، عاداً سموه المهرجان إرثاً حضارياً يجب التمسك به والحفاظ عليه، كما يجب في نفس الوقت توظيفه بطريقة جيدة من ناحية، وإثراؤه بالمزيد من الإضافات الايجابية والجيدة من ناحية أخرى. وأضاف الأمير مشاري بن سعود قائلاً ” إن دولتنا ولله الحمد، في طليعة الدول الحريصة على إحياء تراثها وعلى جعله مادة خصبة لإثراء المسيرة الحضارية لأمتنا العربية والإسلامية، إيماناً من قادتها العظام بأن الأصالة هي المحك الذي يعرف به معدن الشعوب وتاريخه وحضارته ، وهكذا تسير عملية إحياء التراث السعودي مواكبه وملبية للتوجيهات الملكية السامية في هذا الصدد، ومسايرة لمتطلبات المرحلة التاريخية والحضارية التي تعرف به بلادنا كرائدة للعمل الإسلامي ومتمشية وفق الأصالة السعودية مع أهمية الحفاظ على مقوماتها وخصائصها الذاتية “. وأشار سموه إلى أنه بتلاحم عملية المحافظة على الأصالة بعملية إحياء التراث وتقريبه إلى الأذهان، إضافة إلى ما تشهده المملكة من نهضة حضارية مستوفية ومستكملة لشروطها الذاتية والموضوعية، وما تبذله القيادة الرشيدة – أيدها الله – من جهود متوالية لتطوير الحياة اليومية للمواطن والمجتمع والأمة عن طريق الوسائل والأدوات والإمكانات التكنولوجية المتقدمة، مؤكداً أن كل ذلك سيجعل من هذا الكرنفال تأثيره في وجدان وأصالة وتماسك هذا المجتمع .