هل ينقصنا ونحن نحارب الإرهاب داخليا وخارجيا أن تتعكر العلاقات بين المملكة ومصر.. وهل هناك مشكلة حقيقية؟.. بداية لم يكن هناك وجهات نظر متطابقة بين الدولتين في كل شيء وهذا طبيعي في العلاقات الدولية . حتى داخل منظومة دول مجلس التعاون الخليجي هناك تباين في مواقف استراتيجية. وتصويت مصر مع قرارين بمجلس الأمن بخصوص سوريا لا تؤيد المملكة احدهما لن يكون سبب لتأزيم العلاقات فبلادنا تعرف ما وراء الأكمة ولا تنقصها السياسة الحكيمة والدبلوماسية الفعالة. وموقف مصر من الأزمة السورية غير موفق منذ بدايتها وهذا معروف ولم يكن ذلك قضية شائكة في العلاقات بين البلدين. والجميع يعلم ان مصر حاليا في ظروف صعبة وضعف داخلي أمني واقتصادي لا يسمحان لها بلعب أي دور مؤثر حتى تجاه ما يجري بساحة جارتها ليبيا التي تحترق. ووزارتي الخارجية في الرياض والقاهرة لم يصدر عنهما أي تصريح رسمي يدل على خلاف عميق مؤثر.. فأين المشكلة؟. لكن السؤال الأهم هو من المستفيد من افتعال ازمة في العلاقات السعودية المصرية؟ الجواب بكل وضوح المستفيد معسكرين معروفين احدهما يدفع المال لإعلام مريض مأجور في مصر والآخر يقف خلف ترويج رسائل غبية عبر الجوالات بالسعودية. والمعسكران هما: الأول معسكر جماعة الاخوان والمتعاطفين معهم بالمملكة ودول الخليج حيث يستخدمون رسائل الجوالات وتغريدات تويتر التي يصنعونها بأنفسهم اضافة الى ما يصلهم من الحرس الثوري الارهابي في ايران من رسائل نصية ذات مغزى لإشعال الموقف فيتلقفونها بغباء، وهؤلاء المؤيدين للإخوان بالمملكة صنفين الأول حاقد على الدولة مؤيد للخلافة الاخوانية وهم معروفين وتفضحهم مواقفهم ولا قلق منهم والصنف الثاني جاهل لا يعرف ابسط حقوق والديه ناهيك عن حقوق وطنه وهم الأكثرية المؤثرة. أما المعسكر الثاني فهو الصفوي الإرهابي في ايران المعادي للمملكة والعرب ،الذي يستأجر بالمال اعلام مصري همجي قبيح ليس له قضية ولا اخلاق مهنية وهدفه الوحيد التكسب المادي من أي جهة في مقابل الصراخ ضد المملكة ومصر بشكل مقزز تشمئز منه النفوس السليمة. والحقيقة أن المعسكرين الأصفرين الإرهابي الصفوي والأحمق الإخواني الساعيين لتخريب علاقات الرياض بالقاهرة قد غاب عنهما أن ثبات العلاقات بين الدولتين يحكمها العقل والمصالح وأنها ستبقى هدف استراتيجي مشترك ليس من أجل الرئيس السيسي أو من كان قبله أو من سيأتي بعده وإنما من أجل الأمن الوطني السعودي والأمن القومي العربي والامن الاقليمي بشكل عام. لقد فهم الناس ان هدف المعسكرين الإخواني والإرهابي الصفوي الايراني هو اشغال مصر بحروب وفتن داخلية وإضعاف دور المملكة بتخريب علاقاتها بمصر وهي أكبر بلد عربي . وهي ضمن التحالف العربي بعاصفة الحزم رغم إنعدام دورها عملياً بسبب وضعها وظروفها المعقدة. أخيرا فإن بلادنا تدرك أن مصر خرجت بفضل الله ثم بحزم المملكة وقائدها الملك سلمان وفقه الله من كابوس مدمر اراده لها الامريكان وكان سيحرقها بحرب اهلية ومن ثم تسليمها بما فيها الأزهر والنيل الى ايران على يد الإخوان! وقد كادوا ان ينجحون فأحبطناهم بفضل الله وهذا ما اغضب واشنطن ومرشد الإخوان ومرشد ايران!. فهل نفهم ذلك كما هو؟ ام نتعامى؟ . ليس معقولا بعد اليوم أن – يضحك علينا- ويجرنا خلفه اعلام مصري همجي مأجور نعرفه مسبقا ولا يستحق حتى تسميته بالإعلام ، ولنا معه تجارب قاسية منذ قيام المملكة. يجب ان نفهم ان علاقات السعودية بمصر ليست مجالا سهلا يخترقه نظام الحكم الارهابي في ايران ، وليست علاقات موسمية يتلاعب بها انصار الاخوان انتقاما من السعودية لأنها دعمت مصر ضد مخططات كانت ستسمح لملالي طهران بتخريبها وتدمير العرب انطلاقا من الأزهر !. لن يفرح المعسكرين بحدوث شرخ في علاقات السعودية بمصر.