"السرية"؛ - تلك الاستراتيجية المتبعة للتنظيم الدولي الإرهابي الإخواني- تغيرت، فالجماعة أصبحت تمد أذرعها الخسيسة باستقواء علني، مدعوم من دول ومنظمات واستخبارات صهيونية ترى في تداعي الإرهاب على أرض مصر خطوة للقضاء على عمدة البلدان العربية "مصر" وجرها لبؤرة الفوضى والدمار العربي الراهن من حولها.. لذا لا غرابة أن يتحول الخطاب الإخواني الذي كان سابقاً يقول "سلميتنا أقوى من الرصاص"، إلى "سلميتنا أقوى بالرصاص" فقد انتقل من مرحلة التحايل التي استطاعت الجماعة به كسب تعاطف الشعب قبل ثورة يناير، وافتعال المظلومية التي تستنبت أعذارها الواهية من قائمة الغدر والكذب والكراهية والحقد، لتجسد إرهابها العلني المصدق بقول مرشدهما "طز في مصر" كحقيقة تثبت همجية الولاء الأممي الذي إليه تركن الجماعة وأشياعها المجرمون، فمرشدهم قد أعلنها تدويل حاكمية (ماعنديش مانع أن يحكم مصر مسلم ماليزي، وماله لما يحكم مصر ماليزي)!!.. ما يدعو للاستنكار والاستهجان بل والحنق ؛ أن تقوم وزارة الخارجية الأمريكية باجتماع مع أعضاء قياديين سابقين في جماعة صنفت في بلدها بجماعة إرهابية، وإن وصفته الخارجية الأمريكية ب»الروتيني»!! حتى إن صحفاً ومواقع أمريكية هاجمت الخارجية الأمريكية بسبب هذا الاجتماع.. وما أن لفظ الشعب المصري حكم الجماعة بإصرار وبثورة عارمة في 30 يوليو بدأت أكاذيب الديمقراطية الإخوانية تنهش أرض مصر الحبيبة تقتيلاً وتخريباً وإرهاباً.. فديمقراطية الإخوان تعني باختصار؛ طز فيمن سواهم، يوجهها شعار همجي مجرم "يا أحكمكم يا أقتلكم".. فمن تدمير واضح للدولة المصرية؛ ضرب المنشآت والحافلات ومحطات المترو والقطارات ومولدات الكهرباء، وخزانات المياه، إلى استهداف المجتمع وزرع قنابل في كل مكان، وليمت من يموت.. اليوم ميليشيات الإخوان تعلن تشكيل كتائب انتحارية لتنفيذ عمليات إرهابية.. تقول كتائب العقاب الثورى الإخوانية، عبر صفحتها على «فيس بوك» وقناتها "رابعة"، إنها شكلت كتائب انتحارية من ألف عنصر في 15 محافظة لاستهداف المنشآت ورجال الجيش والشرطة والكمائن الأمنية، وهددت الجميع بالقتل، مطالبة الأجانب والدبلوماسيين والمستثمرين بمغادرة مصر قبل 12 فبراير.. وإلا فسيشملهم العنف والقتل مع المصريين!! تنظيم "أنصار بيت المقدس" الإخواني بايع مؤخراً تنظيم داعش، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة الهجمات الإرهابية التي استهدفت 5 مقرات عسكرية وأمنية في قلب مدينة العريش، عاصمة محافظة شمال سيناء، إضافة لمهاجمة ستة حواجز أمنية في مدينتي الشيخ زويد ورفح الحدودية مع قطاع غزة.. أسفرت عن استشهاد 30 ضابطاً ومجنداً وإصابة العشرات من مدنيين وعسكريين..رحمهم الله أجمعين وأنزل سكينته على قلوب ذويهم وأحبابهم.. يقول «أبو المهاجر»، أحد مقاتلي تنظيم «داعش»، إن تفجيرات سيناء خطط لها بالتنسيق مع قيادات «داعش»، وعلى رأسهم أبوبكر البغدادى، ونفذت بمشاركة عناصر من سورية والعراق... وكشفت مصادر أمنية استخبارية قبل الجريمة الإرهابية عن تسلل مجموعة فلسطينية من قطاع غزة إلى سيناء عبر أحد الأنفاق..!!. إذاً إخوان مصر أعلنوا الحرب على مصر بمشاركة جماعات التكفير الدموية من كل مكان. إزاء هذه العولمة الإرهابية تمثل جماعة الإخوان عباءة التنظيمات الإرهابية ومصدّرة الفكر التكفيري على مستوى العالم، ففي تسجيل صوتي بثته العربية في حلقة من برنامج صناعة الموت أكد زعيم تنظيم القاعدة الظواهري أن أمير التنظيم السابق أسامة بن لادن كان عضواً في جماعة الإخوان، وأن التنظيم أرسله إلى باكستان عندما وقع الغزو السوفياتي في مهمة محددة لتوصيل الدعم للجماعة الإسلامية هناك، وكانت التعليمات بألا يدخل أفغانستان ولكن أسامة خالف الأوامر، هذا الحديث يؤكد العلاقة التي تجمع تنظيم الإخوان بالتنظيمات المتطرفة وحركات العنف المسلح بدءا من الجماعات التكفيرية مثل التكفير والهجرة في السبعينيات وانطلاقا إلى الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد وحتى القاعدة وتنظيم "داعش" الإرهابي. يكشف "الظواهري" في التسجيل عن أسرار لقاء خاص جرى في بيشاور، جمع بين أسامة بن لادن ومصطفى مشهور مرشد جماعة الإخوان وقتها". يؤكد ثروت الخرباوي المتطهر من وزر الجماعة الإرهابية "بأن جماعة الإخوان قد بدأت مع الثورة الإيرانية في تكوين تنظيم لها في إيران تأسس عام 1979، أطلقت عليه اسم «جماعة الدعوة والإصلاح» وأصبح هذا التنظيم جزءاً من التنظيم الدولي للجماعة وإن ادعى أنه يحمل استقلالية عن الجماعة الأم في مصر، وبسبب فطنة الإيرانيين ودهاء قادة الإخوان لم يلفت تنظيمهم نظر أحد فى العالم العربي أو الإسلامي لأنه كان يدير نفسه بذكاء وحرص، فلم يسعَ إلى الاصطدام بالنظام الإيراني أو محاولة هدم ثوابت الدولة الإيرانية، أو الدعوة للمذهب السني..، وإن قام فرع الإخوان هناك بدور كبير فى التقارب بين الحكومة الإيرانية وجماعة الإخوان فى مصر.. والإخوان وإن لم يحصلوا هناك على رخصة قانونية لكنهم يعملون وفقاً لسياسة الضوء الأخضر، فالمراقب الحالي لجماعة الإخوان هناك، وهو منصب يقابل منصب المرشد، اسمه «عبدالرحمن بيراني» يمارس دوراً كبيراً فى إدارة دفة إخوان إيران.. بذلك يصل الخرباوي لنقطة خطيرة جداً؛ بأن " قطار الإخوان وشيعة إيران يسير بسرعة من خلال داعش والحوثيين والإخوان، يبتغي الوصول إلى محطة تمكين الإخوان من حكم بعض الدول السنية، واستعادة حكم مصر، وتمكين إيران في مد نفوذها إلى أكبر عدد من الدول في المنطقة، فى إحدى اللوغاريتمات السياسية المعقدة التي يراد منها أن تكون المنطقة واقعة تحت صراع دموى..". وهنا تتضح براجماتية إرهاب دولي يسعى لنشر إرهاب وجود في الدولة الأم للعرب جميعاً.. لكن مصر تبقى مصر، تسقي أرضها الأمن كلما أشعل الإرهابيون جذوة نار، وتشرع أبواب السلام ليدخل الجميع إليها آمنين.. معلوم أن مصر عانت من الإرهاب عقوداً طويلة منذ الأربعينيات، لكن إرهاب اليوم يختلف عن السابق؛ فهذه الموجة تتم في ظروف أشد، مع إرهاب أصبح عابراً للحدود، إرهاب متعولم يستخدم أدوات حديثة، ويوجه بأجهزة استخبارات إقليمية ودولية متصهينة، مستغلاً حالة الفوضى الإقليمية، والمشاكل الداخلية لمصر.. وهنا يكمن التحدي الحقيقي حيث تسير الدولة قدماً تنمية واقتصاداً، وتحكم قبضة الأمن لكف يد الإرهاب، بتوازن مستقيم.. إن من ينظر بعين مبصرة يدرك أن مصر ستبقى مصر، حرة أبية شامخة؛ فالأحزاب حتى المعارضة منها اجتمعت على قلب مصر، معلنة وقوفها مع الدولة في الحرب على الإرهابيين، فالمعركة معركة وطن ووجود، معركة دولة ومجتمع مصري نبيل، معركة حاضر ومستقبل، والموقف يتطلب حشد طاقات المجتمع كاملة وتعبئة موارد الدولة ليست العسكرية والأمنية فقط إنما الموارد الاقتصادية والفكرية والثقافية لنزع شأفة الإرهاب ودحر قواه، وتوظيف القوة الناعمة؛ الأفكار والثقافة والفن للانتصار في معركة مصر الكبرى لدحر الإرهاب.. وذلك يتطلب العمل وفق استراتيجية شاملة؛ بتمثيل فعاليات الدولة المصرية كاملة لإمكاناتها المعرفية والعلمية وطاقتها الأخلاقية من خلال إيجاد علاقة عامرة بين جموع الناس والسلطة السياسية تحقق العدل الاجتماعي والحياة الكريمة وصيانة الحقوق، تغلق معها منافذ التعاطف مع جماعة الإرهاب وتطهر البيئة المجتمعية من آثاره المتراكمة بدهاء تنظيمه الإجرامي.. لاشك أن الإرهاب صار ظاهرة «متعولمة» و«عابرة للحدود»، تحتاج أي دولة تواجهه إلى بناء أنماط متينة من التنسيق الداخلي والإقليمي والدولي، ابتداء من تبادل المعلومات، وصولاً إلى المواجهة على الأرض. لكن ما يدعو للاستنكار والاستهجان بل والحنق ؛ أن تقوم وزارة الخارجية الأمريكية باجتماع مع أعضاء قياديين سابقين في جماعة صنفت في بلدها بجماعة إرهابية، وإن وصفته الخارجية الأمريكية ب"الروتيني"!! حتى إن صحفاً ومواقع أمريكية هاجمت الخارجية الأمريكية بسبب هذا الاجتماع.. وفي الخبر "لقد شدد الأعضاء على أن دعم واشنطن للرئيس السيسي يتنافى مع مبادئ الديمقراطية التي تقول الولاياتالمتحدةالأمريكية إنها تبنتها لعقود طويلة" ألا يجوز أن نقول لهم طز في الديمقراطية التي تعنون!!، لقد بايعت الجماعة داعش وتبنت الإرهاب القادم على جميع من بمصر بمن فيهم "الأجانب" ألا يكفي أمريكا ذلك لتعيد حسابات تعاملها مع هذه الجماعة التي اعترفت بالإرهاب مع سبق الإصرار والترصد؟!! ختاماً: رسالة لإخوان الداخل: سبق ووضعت مملكتنا جماعة الإخوان ضمن قائمة الإرهاب، وقد أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله استمرار سياسة المملكة وثبات مواقفها الداخلية والخارجية، فهل بقي لكم من آمال لم تسحق بعد فرحكم الذي لم يكتب له البقاء؟! إذاً: عودوا للحق قبل أن تغلق الأبواب وتجف الصحف..