بقلم | عبدالله العابسي لا ادري من سيقرأ هذا الكلام، لكن لم يترك الرئيس الروسي فلادميربوتين أي مكان فشل فيه الرئيس الأمريكي باراك حسين اوباما إلا وتواجد فيه السيد بوتين وملأ فراغه واصبح هو المحور الذي يدور حوله الاصدقاء والأعداء في ان احد ، والرئيس بوتين يعتمد على وكلاء احيانا أو شركاء في التدمير ثم في المساومات السياسية لاحقا، ففي الشرق الأوسط يثق الروس كثيرا بالإيرانيين ويعتقدون ان لديهم مشاريع سياسية بعيدة المدى مدعومة بميليشيات عسكرية ارهابية في اماكن النزاع الملتهبة كما في سوريا واليمن والعراق. مايهمنا ويجب الإنتباه اليه بشدة هو اليمن فقد قطعت عاصفة الحزم واعادة الأمل اشواطا بعيدة جدا في إفشال تواجد الحرس الارهابي الايراني على طول حدود المملكة الجنوبية ، ولكن مايجري في سوريا وتحديدا في حلب حاليا بتواطىء امريكي لا يجلب الإطمئنان وقد يتماهى الروس الى حد دعم الانقلابيين الحوثيين مباشرة بالسلاح وخاصة المضاد للطائرات. وينبغي أن لا نتجاهل فرضية تواجدهم عمليا في بحر العرب وخليج عدن لهذا الغرض فلم يعد هناك منطق في السياسة ولا في اسبقية المصالح بل اصبح سباق الزمن واستغلال تهرب الادارة الامريكية من التزاماتها الدولية هو شغل الروس الشاغل وقد حققوا كثير من اهدافهم تلك بغض النظر عن ماستؤول اليه الأمور في سوريا وغيرها. إن أسوأ ما يمكن حدوثه هو أن يستطيع ملالي جمهورية الارهاب في ايران اقناع الروس بالتواجد معهم في اليمن لتقسيمه. أو يضطر الروس لإرضاء الايرانيين في اليمن على حساب تنازلات قد تحصل في سوريا. الروس ليسوا اصدقاء لنا حتى الان وثقتهم بالإيرانيين اكبر من ثقتهم بكل العرب. غياب الدور الامريكي الايجابي فتح شهية الروس وملالي الإرهاب في ايران في المنطقة العربية وحتى في امريكا الجنوبية لكن نخشى تهورهم في اليمن.