في لقائه مع الرئيس السوري أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده ستدعم نظام الأسد في "مكافحة الإرهاب" الذي يتصدى له الشعب السوري على مدار السنوات الماضية، وأن موسكو ستواصل جهودها في تسوية الأزمة السورية عبر السبل السياسية. الرئيسان بحثا خلف أبواب موصدة سبل القضاء على "المجموعات المتطرفة"، والعمليات العسكرية الروسية ودعم العمليات الهجومية للجيش السوري، كما ناقشت القمة الروسية السورية أبرز محاور التسوية السياسية في سوريا لإخراج سوريا من أزمتها الراهنة. وعقب انتهاء محادثات الأسد – بوتين، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن روسيا تنوي مواصلة تقديم المساعدة للسلطات الشرعية بسوريا لمحاربة "داعش" وخلق شروط لتسوية النزاع في البلاد، وأن روسيا لا يمكن أن تسمح بتفاقم "التهديد الإرهابي"، وانتشاره على أراضي روسيا وحلفائها. نائب رئيس البرلمان الروسي نيكولاي ليفيتشوف اعتبر أن هذه الزيارة تعني أن موسكو ستواصل دعمها "للسلطة الشرعية في سوريا في مواجهة الإرهاب" وأنها ستقدم مساهمة جدية في تسوية أزمة سوريا عبر السبل السياسية، وأضاف أن زيارة الأسد تعكس أيضاً احترام السوريين للقوات الروسية ودورها في سوريا. في هذا السياق أعلن رئيس الوفد عضو لجنة الدفاع في مجلس الاتحاد الروسي، ديمتري سابلين، أن وفداً برلمانياً برئاسته سيتوجه إلى دمشق للقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، وسيضم الوفد أيضاً أعضاء البرلمان سيرغي جافريلوف والكسندر يوشينكو. ومن المتوقع أن يقدم البرلمانيون الروس شحنة مساعدات إنسانية إلى دمشق، تضم الأدوية وأغذية الأطفال. واعتبر فريق من المحللين أن زيارة الأسد إلي موسكو تقوّي موقف روسيا في سوريا ومقترحاتها وتؤكد تمسك موسكو بدعم نظام الأسد، وتوقع هذا الفريق أن يتم تكثيف العمليات العسكرية الروسية في سوريا خلال الفترة القادمة. وذهب بعض المحللين إلى أن هذه الزيارة ستلعب دوراً في تقليص الدور الإيراني، رغم أن التحرك الروسي يتم بالتنسيق مع طهران، لكن تواجد موسكو عسكرياً في سوريا لابد وأن يكون خصماً من حصة إيران، وزيارة الأسد أكدت موافقة نظامه علي هذا التقسيم في الأدوار والنفوذ، ربما خوفاً من أن يؤدي التفاهم الإيراني – الأميركي بعد مصادقة واشنطن علي اتفاق طهران النووي إلى تغير في المواقف الإيرانية لا يصب في مصالح حكومة دمشق ومصالح روسيا. فيما تساءل فريق آخر عن سبب عدم اهتمام الأسد بإشراك فريق عمله في محادثاته مع الرئيس الروسي بوتين، رغم شمولية وأهمية هذه المحادثات والتي تضمنت مناقشة لمسار العمليات العسكرية الروسية في سوريا وخطط الجيش السوري في استعادة المناطق الواقعة خارج سيطرته، إضافة إلى محاور تسوية أزمة سوريا سياسياً، بما تتضمنه من تشكيل حكومة انتقالية. ما دفع هذا الفريق للاعتقاد بأن الأسد لم يعد يثق بمعاونيه، كما أن موسكو تريد ضمانات وتفاهمات مباشرة تلزم الأسد بتنفيذ خططها الخاصة بتسوية الأزمة السورية، بعد أن خذلها نظام الأسد ليس فقط في تحقيق تقدم في العمليات البريّة الأخيرة، وإنما أيضاً بعد تراجع عن تنفيذ بعض الاتفاقات التي طلبتها موسكو ومن شأنها تخفيف حدة التوتر الدولي والإقليمي الرافض للتعامل مع الأسد.