بقلم | بطي علي دمخان الغاية سليمة والوسيلة اسمى جملةٌ اخذها العقلاء في تثليث من ريشة الفيلسوف الإيطالي ” ميكافيلي” دون العمل بتفاصيل تلك المقولة الشهيرة والتي عاش تفاصيلها هذا الفيلسوف في ” عصر النهضة” في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي،، من هنا انطلق العقلاء بإطلاق مهرجان تثليث للسمن البري والاقط والمزمع اقامته في شهر ربيع الاخر لهذا العام كظاهرة يعلنون من خلالها مولد كرنفال جديد للمحافظة والزج بها في حصون هيئة السياحةالشاهقة و المنيعه !! في الحقيقة لم يكن السمن والاقط منتج حصري يٌحسب للمحافظة دون غيرها لتأخذ من خلاله موقع من بين المدن السياحية او تعتلي درجة في سلم هيئة السياحة والتراث الوطني كما هو حال مهرجان محايل ادفى واشتهارها بإنتاج العسل بأنواعه او كمدن المصائف التي لاتخفى على الجميع او رالي حائل الخ ..من تلك المهرجانات التي ولدت من رحم المحافظة وبشكل حصري.. بالإضافة ان طقوسها المناخية معتدلة _وهذا إيجابي_ ولكن لن تكون وجهةً لمن يهرب من اعاصير الصيف الحارق او ويلات الشتاء القارسة ، فالسمنٌ والإقط في تثليث لايتعدى الا ان يكون استهلاكا ذاتياً قد لايتعدى محيط الاسرة وربما يكون منتجاً تسويقيابسيطا لايرقى الى ظاهرة المهرجان واعني هنا الكم فقط!!اما الكيف فقد يعلن بعد نهاية المهرجان انه الأفضل وحينها ستأخذ المحافظة طابع الحصرية لهذا المنتج الشعبي الشهير، فهناك مدن أخرى تشترك معها بهذا الإنتاج مثل بيشة ورنية والخرمة وتربه حتى ضواحي الطائف . وبالتالي رأى المسؤول _ الذي ترفع له القبعة شكرا وامتنانا _ وللشركاء الاوفياء في هذا المقترح ان جلب الزوار للمحافظة هو بمثابة لفت نظر للمنظومة المسؤولة التي من اسمى واجباتها احتضان مثل هذه المحافظات ومد يد التعاون مع الزائر والسائح وتقديم رسالة راقية بان في تثليث ما يٌفتخر به،، حينها سيدركون _القائمين على هذا المقترح_ عودة الجميع ليس للسمن والاقط فحسب بل لأمور عده وهامة منها الفرص الاستثمارية والصحية والاقتصادية والخدمية والتعليمية والثقافية التي يسيلٌ لها اللعاب ، وكذلك الموروث والاثار الشعبية وماتحتضنه من كوادر ومواهب بشرية مذهلة ، وستبحث الأقلام في تاريخها ونشئتها وطبيعتها وسيقودهم الفضول الى سبب تسميتها ولعل وقوعها بين ثلاث مناطق محورية هي الرياض وعسير ونجران _ وقيل ان هناك طرق برية تربطها بحدود منطقة مكة الإدارية_ سيجعل منها أهمية كبرى في شتى المجالات خلال الأعوام القريبة القادمة بأذن لله، ولعلنا نرجع الى البداية فالعقلاء في هذه المحافظة غايتهم رائعة ووسيلتهم مذهلة فبمجرد ان تخلق فرصاً من دون معطيات هي منهجية نابعة من المواطنة السليمة وفنّ احترافي واداري نقف له احتراما!!