بقلم | بطي علي دمخان الحياد فكر ونهج وسلوك عادة مايتخذه العقلاء والفطناء ويرسمون منه ملحمة يقف من يقرا سطورها احتراما لهذا الفكر النير البهيج ،، فهي بمثابة الوقوف بمسافة متوازية ومتساوية مع جميع الأطراف ان كان هذا الكرنفال ملموسا او قلم مؤتمن يعانق الصفحات ان كانت افكاراً ورؤى ،، وقد يخالف المحايد جميع الأطراف قولاً وعملاً ومنهجاً ولكن درء المفاسدِ مقدمٌ على جلب المصالح يجعل من هذه المقولة التي استنبطها العلماء معادلة اتزان لايثق بها الا العقلاء. الا انني أرى ان الحيادية في طريقها للانهيار والاندثار لأسباب عدة ولعل المصالح الذاتية والنفسية والشخصية هي من يتربع على هرم تلك الأسباب التي تقسوا بقوة لاسقاط هامة تلك القيم وجمالها ، بل ان القشة التي قصمت ظهر البعير ان الأطراف المتنازعة تعيش في زجاجة مغلقة يديرها أناس لاعلاقة لهم بذلك المحيط ولكن يهمهم جدا مخرجاتها. وبالتالي أصبحت تلك النقطة الفولاذية _ واعني بها الحيادية_ في طريقها للهاوية بعد ان كانت مشّعة مشرقة كلمعان البدر في كبد السماء ولعل القاري الكريم يفكر كيف كنّا قبل عقود من الزمن فالمطرقة واحدة والسندان واحد وفي أيامنا هذه المطارق تتصارع والسنادين تتحارب. اخر تلك الحِلق التي هوت من عنقودنا الفولاذي هي انتخاباتنا البلدية التي لم أرى محايدا فيها قط واعني هنا _المبدا _اما السلوك فهو نهج ديمقراطي ولاغرابة ان تتلاشى الحيادية ،، ربما حداثة عهدنا بالديمقراطية خلق من تلك الانتخابات فوضى وعنصرية كنا نحاربها بقيمنا فافسدها سلوك الانتخاب الجديد _ واعني هنا السلوك وليست الفكرة _ فالحيادية تلاشت وضروب الجهل والعنصرية تنامت ولكن ياتٌرى هل نجحت الديمقراطية ..؟