روى مسؤولون فلسطينيون عن ساعات عصيبة مرت بها العلاقة الفلسطينية - الأميركية إثر ضغوط أميركية وصلت حد التهديد قابلها إصرار فلسطيني على التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لطرح مشروع قرار ضد الاستيطان استخدمت الولاياتالمتحدة حق النقض "الفيتو" لإسقاطه. وأشار المسؤولون إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحدث إلى أعضاء اللجنتين المركزيتين لمنظمة التحرير الفلسطينية ولحركة(فتح) مساء الجمعة الماضي عن مكالمة هاتفية هي الأصعب في تاريخ العلاقة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما. واستنادا إلى المسؤولين فإن أوباما سعى لإقناع عباس بسحب مشروع قرار من مجلس الأمن الدولي غير أن الأخير أكد له المضي قدما في طرح المشروع. وقال المسؤولون"عندها بدأ أوباما بالتهديد فاعتبر أن عباس يغامر بالمصالح الاستراتيجية الأميركية في المنطقة وأنه في حال إصراره على موقفه هذا فإنه سيكون من الصعب التعامل معه مستقبلا وإن انعكاسات ذلك ستجعل من الصعب على الولاياتالمتحدة الأميركية وحلفائها في العالم تقديم أي مساعدات للسلطة الفلسطينية". وأشاروا إلى أن عباس "رد بأنه يعتبر الاستيطان غير شرعي وأن هذا ما ينص عليه القانون الدولي متسائلا عن سبب الرفض الأميركي للمشروع الذي يستخدم أساسا عبارات كانت وردت في خطاب الرئيس الأميركي نفسه ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون مشددا على أنه لن يسحب المشروع بأي حال". ونوهوا إلى أن عباس أبلغ أوباما أن الولاياتالمتحدة تتعامل مع إسرائيل كدولة فوق القانون وأن هذا سيشجع إسرائيل على مزيد من الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. وذكروا أنه" لاحقا أجرت كلينتون اتصالا مع عباس لإقناعه بسحب مشروع القرار غير أنه أكد لها على أنه لن يتم سحب مشروع القرار من مجلس الأمن وأن القرار سيتخذ في اجتماع القيادة الفلسطينية". وفي هذا الصدد قال حنا عميرة ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ل"الوطن" إن "المكالمة التي جرت بين عباس وأوباما واستمرت 50 دقيقة كانت صعبة، فخلالها جرى التلويح من قبل الرئيس الأميركي بأن عرض مشروع القرار على مجلس الأمن يتعارض مع المصالح الأميركية ويهدد بالخطر مصالح الولاياتالمتحدة في المنطقة وسيكون له انعكاسات داخل الولاياتالمتحدة الأميركية سواء الكونجرس أو مجلس الشيوخ الأميركي بوقف المساعدات للسلطة الفلسطينية".وأضاف" الموقف بالإجماع كان أننا لا نقايض الوطن بالمال". وكشف أنه جرى اتصال خلال الاجتماع مع مندوب فلسطين لدى الأممالمتحدة رياض منصور الذي أشار إلى أن موقف السفراء العرب في الأممالمتحدة هو الذهاب إلى مجلس الأمن ما لم تر القيادة الفلسطينية عكس ذلك. هذا ودانت القيادة الفلسطينية الموقف الأميركي. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، ل"الوطن" "إنه يوم حزين وأسود للقانون الدولي فقرار الولاياتالمتحدة الأميركية لا مبرر له على الإطلاق وهو قرار مؤسف ومدان". وخرج آلاف الفلسطينيين إلى شوارع رام الله ومناطق أخرى في الضفة الغربية تنديدا بالموقف الأميركي، ووجهت دعوات لجعل يوم الجمعة المقبل يوم غضب ضد السياسة الأميركية. واعتبرت حماس القرار الأميركي "مشينا"، داعية السلطة الفلسطينية لإنهاء المفاوضات مع إسرائيل.وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة "هذا قرار تعسفي ومشين بحق الشعب الفلسطيني ومكافأة للكيان الصهيوني على انتهاكاته وجرائمه". وشدد برهوم على أن الموقف الأميركي ينبغي أن "يدفع السلطة الفلسطينية لاعتماد استراتيجية وحدة الصف وتقوية الجبهة الداخلية واتخاذ قرار وطني لإنهاء كافة أشكال التفاوض مع الاحتلال". واعتبر المتحدث باسم حماس أن القرار "يكشف أن الإدارة الأميركية لم تكن نزيهة بالمطلق في دورها برعاية مشاريع التسوية والسلام بل منحازة بالكامل للاحتلال وهذا يؤكد فشل الرهان على التسوية".