استقطب معرض الحرف والأسر المنتجة "من هنا تنهض منتجاتنا" أكثر من ألف زائر يوميا منذ تدشينه من مستشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لتطوير السياحة الثقافية الأمير سلطان بن فهد بن ناصر ومدير عام فرع الهيئة بعسير محمد العمرة. وجذبت العديد من البضائع والمنتجات والحرف اليدوية التي قدمتها أكثر من 14 أسرة منتجة الأنظار، إذ يتعاون فيه فرع الهيئة العامة للسياحة بالمنطقة وبرنامج الحرف والصناعات اليدوية "بارع" ومركز عسير مول للتسوق والشركة الوطنية السياحية. وعبرت المشاركات عن تفاؤلهن بالتفاعل الكبير من زوار المعرض الذي يتزايد بشكل يومي على العديد من المنتجات التي قدمتها المشاركات، والتي شملتك تصاميم الفضة التي تشتهر بها المنطقة، منتجات التراث العسيري والخليجي، الوجبات الشعبية، الحلويات، معروضات لخلطات شعبية أنتجتها المشاركات من صانعات البخور، الخوص، القهوة، القطع التراثية، الفن التشكيلي، مواد التجميل والعطور، الأشغال اليدوية، التحف والاكسسوارت المصنوعة من الخرز والصوف. وأشارت المشرفة على المعرض فاطمة الزامل إلى أن المعرض هو باقة مصغرة لمنتجات سيدات وشابات عسير من الأسر المنتجة ومن المبدعات الراغبات في تقديم أفكارهن، ووصفت التجربة بالناجحة، مستشهدة بالإقبال الكبير الذي يعود على البائعات والذي سيعزز من مبادرات الأسر المنتجة وتوجهها للاعتماد على نفسها في إقامة معارضها بدعم الجهات المساندة والتي ستساهم في دعم هذه الأسر واستمرارية عملها ودورها في التنمية الاقتصادية. وأضافت: "إن العائد الاقتصادي كبير على الأسر، وانوي تطوير الفكرة لشمول أكبر عدد من السيدات، كما إنني أخطط إلى المزيد من المشاركات". من جهتها، تضيف أثير الجفالي وأمل عسيري في "ركن للبنات فقط ": "استثمارنا في تصوير الأطفال، حيث تم عمل استديو مصغر لتصوير الأطفال، لقي إقبالا كبيرا، كما استطعنا الحصول على العديد من الحجوزات لتصوير حفلات الزفاف والمناسبات في عسير". وتابعتا: "إننا طالبات جامعيات، ولدينا هذه الموهبة التي قررنا استغلالها في توفير عايد اقتصادي لنا، ولدينا خطط كثيرة لصقل موهبتنا بكافة السبل، فالفتاة السعودية تخطت إشكالية العيب الاجتماعي، وانطلقت إلى رحابة العمل الاستثماري من أبسط الأشياء فاستطاعت أن ترسم طريقها". بدورها، تقول آمال محمد منتجة بخور: "قدمت في المعرض أعمال المعمول المنزلي الصنع و"المبثوث المسقى" بدهن العود والمشهور في الرياض، ويتراوح سعر نصف الكيلو ب 50 ريال العادي والملون 60 ريال، وأقوم بصناعة وتغليف هذه المنتجات بنفسي، فقد خصصت موقع في منزلي لإنتاج هذه البضائع وحسب طلب الزبونة، خاصة في ألوان المعمول أو تغليفه بالطريقة التي ترغب بها كما أقوم بعرض النماذج بالانستجرام". وتابعت: "أنا جامعية وخريجة دراسات إسلامية، وتعلمت هذه الهواية من والدتي، واستفدت من العائد الاقتصادي الكبير، وانصح الفتاة السعودية بالمغامرة والعمل على فتح أي مشروع من المنزل"، مبينة أنها تقوم ببيع ما لا يقل عن 25 كيلو من المعمول وفي الشهر تصنع المبثوث والذي يحتاج لفترة طويلة من التخمر بدهن العود وتجهز أكثر من 100 علبة شهريا. من جانبها، نوهت أم عبد الرحمن بأنها تقدم نماذج للثوب العسيري والذي تقوم بحياكته بنفسها على أنواع من القماش، يتراوح من 700 إلى ألف، ويستغرق العمل لتجهيزه حوالي شهر. وأضافت: "أقوم بعمل أشغال الكورشية من ملابس وشالات العنق، وأسعارها لا تساوي التعب مقارنة بالجاهز، وكذلك الإكسسوارات بالصوف والخرز، فأنا أعول أسرتي بهذا العمل، وأساعدهم على الحياة الكريمة، فزوجي مريض ومقعد، وأنا أقوم برعاية أسرتي وأبناء زوجي". أما سلمى إبراهيم فتقول: "أقدم الوجبات الشعبية منها السمبوسة والجريش وورق العنب، وقد تعلمت الطهي بالتجربة، ولله الحمد أعود إلى منزلي وقد بعت كافة المأكولات التي معي"، مشددة على أن تكرار إقامة مثل هذه المعارض يعتبر أكبر داعم للأسر المنتجة. من جهته، بين مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة بالمنطقة محمد العمرة أن هذه المعارض تحقق جوانب استثمارية سياحية واقتصادية هامة، وتوفر أرباح لهذه الأسر، بما يعزز استمراريتها في العمل، وإيجاد الدخل المناسب الذي يساعدها على تحمل أعباء العيش لأشهر قادمة، مؤكدا أن برنامج بارع التابع للهيئة يتبني هذه المبادرات، حيث أن هذه المعارض تعود في مجملها إلى نوعية المعروضات، وأن فرع الهيئة بعسير داعم لأي مبادرة للحرفيات وللأسر المنتجة