ضرب شاب بمركز السودة في عسير أورع الأمثلة في الأخوة الصادقة، عندما حقق أمنية شقيقه المتوفى، وتبرع بمنزله الذي انتهى من بنائه وتأثيثه لزوجة شقيقه وأبنائه. وذكر أحد أبناء عمه قائلاً للمواطن: "توفي ابن عمي ويبلغ من العمر 43 عاماً نتيجة إصابته بمرض السرطان في الدم، ولديه 7 أبناء، وكان حلمه وزوجته أن يبني منزلاً لأبنائه السبعة، وقد اتفق مع أخيه الأصغر أن يقوم هو بالإشراف على عملية البناء وأن يكون جاراً له في المسكن بمركز السودة بأبها، ولكن مرض ابن العم فجأة وبعد التحاليل اكتشف أن لديه نوعاً من أنواع السرطان وهو سرطان الدم، وكان يذهب بالأسابيع إلى الرياض كي يتعالج في المستشفى العسكري، وقد كلفه ذلك المبلغ الذي جمعه لبناء منزله، وفي شهر جمادى الآخرة من هذا العام انتقل ابن عمي إلى رحمة الله". وأضاف: "ولم تتحقق أمنيته، ولكن أخاه الأصغر في ليلة وفاة شقيقه اتصل بزوجته وقال لها إنه يريد أن يحقق أمنية أخيه وأبنائه بامتلاك المنزل، فكان ردها بالموافقة على إعطائهم المنزل الذي شيده الأخ الأصغر، وتحقيق أمنيته وأمنية أولاده". وأضاف ابن العم: "ولم يكن لدى عائلة شقيقه علم بما اتفق عليه الفقيد وزوجته عليه، واتفقوا أن يستأجروا بيتاً لهم وكان وقتها الشقيق الأصغر موجوداً عند أبناء شقيقه في منطقه تبوك مقر عمل الفقيد، وذهب أبوهم وأبلغهم عن تنازله عن البيت لأبناء أخيه، مؤكداً أنه لا يريد لهم أن يعيشوا محتاجين لأحد، ولعل ما قام به هذا الأخ نادر في زماننا". ولفت راوي القصة إلى أن الأخ الأصغر استأجر شقة في أبها، بعد أن قدم منزله هدية لأسرة أخيه المتوفىرحمه الله.