شنت قوات الأسد فجر أمس هجوما واسع النطاق باﻷسلحة الكيميائية على الغوطة الشرقية بريف دمشق، وأتبعته بهجوم آخر على مدينة داريا وبلدة المعضمية في الغوطة الغربية، وبحسب ما أفادت ناشطة تعمل في مجال اﻹغاثة ل «الشرق» أن قصفا «عنيفا» بالصواريخ بدأ منذ فجر أمس على معظم مناطق وبلدات ومدن الغوطة الشرقية وأن عددا كبيرا منها كان محملا برؤوس كيميائية يرجح أنه غاز السارين. وأكدت الناشطة أن اﻹحصاءات اﻷولية تفيد بسقوط نحو ما يقارب 2000 شهيد من المدنيين ثلثهم من الأطفال وآلاف الإصابات تحتاج إسعافا عاجلا، وسط عجز شبه تام عن الوصول إلى جميع المناطق التي تعرضت للقصف مرجحة أن ترتفع أعداد الإصابات إلى نحو العشرة آﻻف.وأكدت الناشطة أن قوات النظام بدأت بإخلاء عدة مناطق في قلب العاصمة كشارع فارس الخوري وحي العمارة وشارع بغداد من السكان بعد وصول الغازات الكيميائية إليها، وأن بعض سكان حي كفرسوسة القريب من من مدينة داريا أكدوا وصول هذه الغازات إلى حيهم، مضيفة أنها شاهدت في الصباح انتشارا غير مسبوق لعناصر حزب الله وعناصر إيرانية في شارع بغداد، وسط العاصمة. وذكر مجلس قيادة الثورة واتحاد التنسيقيات أن مدن وبلدات جوبر، عين ترما، حزة، سقبا، كفر بطنا، حموريا، زملكا، عربين، حرستا، دوما، أصيبت بأكثر من 29 صاروخا محملة برؤوس كيمائية منذ فجر أمس بينما كان الناس نيام، وأكد مجلس قيادة الثورة أن عديدا من من العائلات ما زالت تحت الأنقاض، وعمليات الإنقاذ في غاية الصعوبة بسبب استمرار القصف على هذه المناطق. وقال المكتب الإعلامي الموحد في الغوطة الشرقية منطقة المرج حصيلة أولية لشهداء القصف بالمواد الكيماوية على مدن وبلدات الغوطة وصلت إلى 1360 شهيدا بينهم عديد من الأطفال والنساء، 400 شهيد في زملكا ، 300 شهيد في حمورية، 150 شهيدا في دوما، 150 شهيدا في كفربطنا، 75 شهيدا في عين ترما، 105 شهداء في المعضمية وداريا، 69 شهيدا في سقبا، 63 شهيدا في عربين، 16 شهيدا في جسرين، 5 شهداء في حرستا، قبل أن تفيد تقارير بارتفاع عدد الضحايا إلى 2000. فيما صد مقاتلو الجيش الحر هجوما لرتل من قوات الأسد على جبهة حي جوبر صباح أمس. من جانبه، أكد أبو اليمام الدمشقي الناطق باسم المجلس العسكري في ريف دمشق أن مدينتي داريا والمعضمية تتعرضان ﻷعنف قصف باﻷسلحة الثقيلة والكيميائية، مشيرا « إلى أنه ﻻ توجد معلومات موثقة ﻷعداد الشهداء في المعضمية لكنها على اﻷرجح تتجاوز المئات، ونوه الدمشقي إلى أن معظم المناطق تتعرض لهجوم بغاز السارين وعلاجه الوحيد الممكن هو الغسل بالماء والصابون إﻻ أن معظم المناطق تعاني من نقص بالماء بعد أن شنت قوات أمن النظام حملة غير مسبوقة على اﻵبار في الغوطة الغربية وردمت أعدادا» كبيرة منها.