أكد العقيد أركان حرب أحمد محمد علي المتحدث العسكري المصري أن الجيش لن يفرط في مكتسبات الثلاثين من يونيو، نافيا أي اتصال للجيش بجماعة الإخوان المسلمين، معتبرا ما قاله القيادي بالجماعة ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة عصام العريان في هذا الصدد "وقيعة بين الجيش والشعب". وشدد أحمد علي أن العقيدة الراسخة للجيش المصري لا تنتهج أسلوب العمل في الظلام، وإنه في حالة إجراء أي اتصالات من هذا النوع سيتم الإعلان عنها مسبقًاً. وكان العريان قد تحدث عن تلقي اتصالات مباشرة وغير مباشرة يومياً ممن وصفهم بأنهم قادة الانقلاب, وذلك من أجل التفاوض، إلا أنه توجه إلى القادة العسكريين في مصر قائلا "نحن لا نلدغ من جحر مرتين ونحن لا نثق فيكم ولا نثق في أنكم ستجرون انتخابات حرة ونزيهة، وأنتم تريدون الانفراد بالسلطة لذا لا تفاوض قبل عودة مرسي للسلطة". تجدر الإشارة هنا إلى أن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية كانت قد نشرت تقريرا بعنوان "الدولة العميقة تعود في مصر مرة أخرى", كشفت فيه عن وجود سيناريو منذ عدة أشهر لعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي خططت له المعارضة والجيش. وأشارت الصحيفة الأمريكية في تقريرها إلى اجتماع كبار قادة الجيش المصري، بشكل منتظم مع قادة المعارضة، وقالت إن "رسالتهم كانت أن الجيش سيتدخل وسيعزل مرسي بشكل قسري إذا استطاعت المعارضة حشد عدد كافٍ من المتظاهرين في الشوارع". كما قالت الصحيفة إن اجتماع من وصفتهم بقوى عهد مبارك، والمعارضة تزامن مع استهداف مقار الإخوان، في الأيام التي سبقت الإطاحة بمرسي، مشيرة إلى أنه حينما طلبت جماعة الإخوان رسمياً من وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، حماية مكاتبهم، رفض الأخير الطلب بشكل علني. في هذه الأثناء، يستعد أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي ومعارضوه لتنظيم مظاهرات حاشدة اليوم الاثنين وسط رفض من أنصار مرسي لمنشورات جديدة ألقت بها طائرات الجيش عليهم لمطالبتهم بفض الاعتصامات. ودعا مؤيدو مرسي -الذين يعتصمون في رابعة العدوية لليوم الثامن عشر على التوالي- في بيان إلى الخروج في مظاهرات وصفها بالحشد الكبير للمطالبة بعودة "الشرعية" وإعادة الرئيس مرسي إلى منصبه، مؤكدين في بيانهم أنه سيتم تنويع التحركات وتطويرها. كما رفض أنصار مرسي الملاحقة القضائية التي تقوم بها السلطات ضده وضد قيادات إسلامية أخرى. ودعوا إلى مظاهرات حاشدة اليوم الاثنين للمطالبة بعودة الشرعية والرئيس مرسي إلى منصبه وفي المقابل، دعت جبهة الإنقاذ الوطني بالاشتراك مع حركة تمرد وعدد من الحركات الشبابية إلى حشد جماهيري يومي الاثنين والجمعة في ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة وأمام قصر الاتحادية، وذلك لتناول إفطار وسحور جماعيين. وقالت الجبهة، في بيان لها -عقب اجتماع ضم عددا من قياداتها في مقر حزب الوفد- إن هذه الدعوة تأتي للتأكيد على ما وصفوها بمطالب ثورة 25 يناير واستكمالها في 30 يونيو و"خريطة الطريق" التي اتفقت عليها القوى الوطنية في الثالث من يوليو الماضي.