أعلن فريق من الباحثين البريطانيين أنهم تمكنوا من الكشف عن عدة حركات بالوجه، تقوم بها الأجنة وتبدأ قبل الولادة بوقت طويل، وتتوافق مع البكاء أو الابتسام مثل العبوس وتقطيب الحاجبين وتجعيد الأنف ورفع الشفتين.. وأجريت هذه الدراسة –التي نشرت في دورية المكتبة العامة للعلوم "بي أل أو أس وان"- بجهد مشترك بين جامعة دورام وجامعة لانكستر، وفيها قام الباحثون بمتابعة 15 جنيناً عن طريق تصوير دقيق بفارق أسبوعين في الفترة ما بين الأسبوع 24 والأسبوع 36 من الحمل. حيث تمكن الباحثون في نهاية المطاف من تحديد 19 حركة صغيرة تقوم بها الأجنة، تتوافق مع تعابير خاصة عند جمعها مع بعضها، وتتطور مع تقدم الحمل، إذ تتحول من مجرد حركة بسيطة كالإبعاد بين الشفتين إلى الجمع بين عدة حركات، مثل تقطيب الحاجبين وتجعيد الأنف ورفع الشفة لتشكيل تعبير وجهي واحد كالتكشير أو الابتسام أو التعبير عن الألم. إلا أنه حتى الآن لا يوجد أدلة فيما إذا كان الجنين يشعر بالألم فعلا أو إن كانت هذه الحركات مرتبطة بالمشاعر. ولكن يأمل الباحثون أن تكون هناك صلة بين هذه التعابير والممارسات التي تقوم بها الأم والتي يمكن أن تضر بالجنين كالتدخين وتعاطي المخدرات والكحول. ويعتقد العلماء أن تلك الحركات والتعابير التي يقوم بها الجنين أثناء الحمل تكون جزءاً من تطور قدرته على إيصال مشاعره والتعبير عن الألم والتي تعد مهمة جداً له عند الولادة، فعلى سبيل المثال، يمكن لحركة التثاؤب أن تحفز منطقة الدماغ الموافقة لها لتبدأ بالتعرف على هذه الحركة، وبالتالي يستطيع الرضيع القيام بها بعد الولادة، وهذا ينطبق على الحركات والتعابير الأخرى. ويتوقع الباحثون أن تكون نتائج هذه الدراسة حجر الزاوية لفهم تطور الجنين ومشاعره، كما يمكن أن تعطي متابعة تعابير وجهه مدخلاً جديداً للأطباء لتحديد صحته وسلامة البيئة داخل الرحم.