من جديد عادت النيران الصديقة لتصيب مؤسسة الرئاسة في مصر على خلفية استقالة المستشار محمد فؤاد جاد الله من منصبه كمستشار قانوني للرئيس محمد مرسي. وأكد بعض قيادات الأحزاب أن الاستقالات المتكررة من بعض المقربين من مؤسسة الرئاسة تستوجب على الرئيس مرسي إعادة النظر في كيفية أداء حكومته. وقال رئيس حزب النور يونس مخيون في تصريحات إلى "الوطن" "على مؤسسة الرئاسة أن تعي أن جادالله ليس شخصاً عاديا، فهو مستشارها القانوني. والاستقالات المتوالية للمقربين من الرئيس ومن وقفوا إلى جواره سواء أثناء الانتخابات الرئاسية أو في فترة حكمه تؤكد أن الأمور تزداد سوءا وتعقيداً يوماً بعد يوم". بدوره قال المستشار السابق لرئيس الجمهورية لشؤون البيئة خالد علم الدين "استقالة جادالله جاءت متأخرة، وتؤكد على أن الشارع بدأ ينسحب بالكامل من أيدي الإخوان، لأن كثيراً من الموجودين بالقصر الرئاسي من غير المنتمين للحرية والعدالة يلمسون واقع سيطرة الإخوان على الرئيس". وحول أسباب استقالة معظم مستشاري الرئيس من مناصبهم، يقول "الإخوان لم يحتفظوا بصديق لهم، بل يكرسون العداء ويفقدون الحلفاء". واتسعت حملة الانتقادات لتشمل قياديين منشقين عن الجماعة، حيث أكد مختار نوح أن الإخوان يخسرون سياسياً بشكلٍ كبير جراء قيامهم بتشريع قانون السلطة القضائية، مشيراً إلى أن نواياهم أصبحت مكشوفة "فهم يكررون رغبتهم في إصلاح القضاء، بينما يحاولون السيطرة على القضاة وإخضاعهم للسلطة التنفيذية". وأوضح أن الجماعة تتعمد الدفاع عن النائب العام الذي يعد بقاؤه في منصبه مخالفاً للدستور الذي تم الاستفتاء عليه، كما يتعمدون إهانة القضاة. من جانبه قال القيادي الإخواني السابق هيثم أبو خليل "الجماعة تعاني من أمراض نفسية عديدة على رأسها مرض التبرير لكل أخطاء الرئيس، وكذلك إيهام أعضائها والمتعاطفين معهم من الشعب المصري بأن هناك كماً هائلاً من المؤامرات تحاول جاهدة القضاء على حكمهم وإعاقة مسيرته، وكأن الرئيس مستهدف من الداخل والخارج. في سياق منفصل، حذرت حركة "بلاك بلوك" المواطنين من الوجود مساء اليوم في منطقة المقطم، حيث يوجد مقر مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، أو في محيط قصر الاتحادية الرئاسي بمصر الجديدة أو محيط وزارة الداخلية بوسط القاهرة، دون أن تعلن أي أسباب تتعلق بإطلاق هذا التحذير.