اختارت البي بي سي اللغة العربية لأول بث اذاعي لها بلغة غير الانجليزية، ضمن خدمتها العالمية. كان ذلك في الثالث من يناير من عام ثمانية وثلاثين من القرن الماضي. وكان ذلك اعترافًا بأهمية المنطقة العربية، القريبة من أوربا، في وقت اشتدت فيه الحملات الدعائية بين بريطانيا وفرنسا من جهة، وألمانيا ولإيطاليا، من جهة أخرى قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية. واليوم تحتفل بمرور خمسة وسبعين عامًا من البث الإذاعي المستمر باللغة العربية من البي بي سي في ظل متغيرات تكنولوجية هائلة. فرغم ظهورالتلفزيون ومن بعده الانترنت والهاتف المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي فان الاهتمام بالاستماع إلى الإذاعة العربية للبي بي سي لا يزال ملفتًا، فقد احتلت الإذاعة مكانة خاصة عند مستمعيها وحازت في الأعم ثقتهم بسبب توخيها الدقة والموضوعية والحياد والتوازن في نقل الأخبار والمعلومات والمهنية العالية في إنتاج البرامج المختلفة. وتقول البي بي سي في احتفاليتها بمرور 75 عاما على انطلاقها كثيرون من مستمعينا يقولون إنهم نشأوا في بيئة كان الاستماع فيها إلى الإذاعة العربية للبي بي سي، أو إذاعة لندن، من الأمور المسلم بها، فالخبر لا يعد صحيحًا إذا لم ''تذكره لندن''. آنذاك، وعلى مدى عقود، كانت ''لندن'' هي البديل الوحيد للاذاعات الرسمية التي كانت تنقل الاخبار والمعلومات وفق رؤية وحيدة الجانب في عالمنا العربي.