يقترب الواقع من أحلام الملياردير الأسترالي كليف بالمر في الإبحار بالمحيط الأطلسي في عام 2016 على متن نسخة طبق الأصل من السفينة تايتانيك. وأكدت شركة "دلتامارين ليمتد" الفنلندية هذا الأسبوع أنها تعمل على مخططات سيكشف عنها بالمر في مأدبة يقيمها بنيويورك في كانون أول/ديسمبر المقبل. وتنخرط شركة "سي إس سي جينلينج شيبيارد" الصينية في بناء النسخة الشبيهة بالسفينة السياحية الفاخرة التي غرقت في 15 نيسان/أبريل ،1912 بعد اصطدامها بجبل جليد خلال رحلة بحرية عبر المحيط الأطلسي. ووظف قطب صناعة التعدين في ولاية كوينزلاند الأسترالية خبراء في صناعة تايتانيك ومدراء تنفيذيين في صناعة الضيافة من أجل تشغيل مشروع طموح للغاية. الانسحاب الآن ، في ظل تأثير تباطؤ الطلب في الصين لقيمة عقود التأجير للتنقيب عن التعدين الخاصة ببالمر، سيكون إحراجا كبيرا لهؤلاء الذين انضموا لرجل الأعمال البارز والتخلي عن مشروع أطلقه العام الماضي في وقت ارتفعت فيه أسعار السلع لمستويات قياسية. وقبل خمس سنوات مضت ، قال بالمر إنه يعتزم بناء منطاد عملاق بمحرك مثل المنطاد الألماني الشهير "جراف تسيبلين"، والذي قام ب590 رحلة جوية من عام 1928 حتى عام 1937، إلا أنه لم يتحقق أي شيء من هذا المشروع. أحد أبرز التعيينات في شركة بلو ستار لاين ، وهو النشاط التجاري الجديد لبالمر الخاص بالرحلات البحرية ، هو خبير صناعة الفندقة جون إيتون. وقال إيتون: " أنا مسؤول عن ترتيب وإدارة جميع الفعاليات العالمية لترويج تشييد تايتنانيك 2 من المراحل الأولى حتى الإطلاق المقرر للسفينة في عام 2016 " . وسيحضر ثلاثة رؤساء وزراء سابقين إلى جانب إيتون وبالمر مأدبة تقام في متحف التاريخ الوطني في لندن في أول كانون أول/ديسمبر المقبل لحشد الدعم لحجز رحلة أولى من نقط الانطلاق الأصلية في ساوثهامبتون إلى نيويورك. وفي الأسبوع نفسه، يتوقع أن يشارك رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرج الملياردير الأسترالي 58 عاما على الطاولة الرئيسية عندما يطلق حملة ترويج في الولاياتالمتحدة على متن حاملة طائرات خرجت من الخدمة ترسو قبالة منهاتن. وقال بالمر في بيان له: "سننجز الأمر مهما تكلف...سنمضي قدما بثبات كما يتعين علينا، لنضمن إعادة إنتاج تجربة الرحلة الأصلية". ولن تكون السفينة مشابهة تماما للنسخة الأصلية، حيث سيحل وقود الديزل محل الفحم، وستأتي بهيكل سفينة ملتحم معا بد من هيكل مثبت بمسامير تثبيت. وستكون هناك مساحات أكبر على متن السفينة، ما يعطي الموجودين على متن جسر السفينة مساحة رؤية لكل مقدمة السفينة، وهو الأمر الذي لم يكن موجودا للأسف في النسخة الأصلية. وستكون تايتانيك 2 أعرض بأربعة أمتار، لتفي بمعايير السلامة الدولية الخاصة بالاستقرار. وفي كل رحلة، سيمنح الركاب البالغ عددهم 2700 راكب، ملابس تحاكي تلك التي كانت موجودة في عام 1912 ، على مقاساتهم، ليرتدوها وهم على متن الرحلة. وسيطلع الضيوف على معلومات بشأن مصائر الذين كانوا يقيمون في القمرة التي تحاكي أرقام القمرات التي يقيمون بها في النسخة الثانية من السفينة. وكانت السفينة تايتانيك الأصلية تحمل على متنها 2224 من المسافرين وأفراد الطاقم، توفي منهم 1502 شخصا. وقال إيتون إن " الملاحظات الأولية التي وصلت إلينا، والتي كانت طاغية، تشير بقوة إلى أن الضيوف الراغبين في السفر على متن تايتانيك 2 سيرغبون في التجربة بأكملها وسيرغبون في ارتداء ملابس تلك الفترة لتحقيق هذه الرغبة... ستكون تجربة فريدة يقويها الضيوف أنفسهم". بيد أن بالمر يفكر حاليا في إذا ما كان الذين سيسافرون على متن الدرجة الثالثة سيقدم لهم الحساء والبطاطا ويقبلون دعوته للرقص على أنغام موسيقى أيرلندية في الساعات الأولى من الصباح أم لا ؟ وقال إيتون إنه مثلما هو الحال في الرحلات الجوية الحديثة، لن يشعر الركاب بالارتباك جراء التمييز الطبقي الكامنة في الدرجة السياحية والدرجة الأولى. وأضاف أنه "نظرا لأن الطاقم بأكمله والضيوف سيرتدون أزياء تلك الفترة، فإن الأجواء والترفيه للشعور بالوجود على متن أفخم سفينة سياحية في العام سيخفف من التمييز الفئوي وأكد هذا جزء من تجربة، وليس تجربة ممارسة بعض من القيود التمييزية التي تعود لقرن مضى".