حمل مسئول في دار لرعاية الأيتام بجدة جهات حكومية على رأسها وزارة الشؤون الاجتماعية مسؤولية تأخير تسلم عدد من مجهولي الأبوين من الأيتام للهويات الوطنية، وهو ما يحرمهم الحصول على الخدمات الصحية والتعليمية. وأوضح المهندس وليد باحمدان، المتحدث الإعلامي بدار الفتيان للأيتام أن بعض أبناء دار الفتيان للأيتام بجمعية البر بجدة يعانون بسبب تأخر استلام هوياتهم الوطنية، حيث بلغ أحد هؤلاء الأيتام سن ال 28 عاماً ولم يتحصل على هويته الوطنية بعد، فيما يعاني اثنين آخرين في عمر 12 عاماً من نفس المشكلة، ويتخوف القائمون على الدار أن تتكرر نفس الإشكالية معهما حتى يصلا إلى سن البلوغ من غير أن يكون لديهما هويات وطنية تضمن حقوقهم. وأكد المهندس باحمدان ل (الجزيرة أونلاين) أن هناك حالات لم تتحصل على هويتها الوطنية بعد، وأرجع السبب إلى نقص في بعض الأوراق أو أن حالة اليتيم لم تستقبل من قبل بعض الجهات المختصة، موضحاً أن هذه الحالات نادرة ولا تعتبر ظاهرة. وقال : "أسباب تأخير استلام الهويات يتحمل بعضها جهات حكومية أو وزارة الشؤون الاجتماعية، على الرغم من وجود متابعات بهذا الشأن". كما أكد باحمدان، مجدداً، أن هذا التأخير لا تتحمله جمعية البر "نحن في الجمعية نحاول جاهدين استعجال استصدار هوياتهم لحل بعض المشاكل التي قد يؤدي لها هذا التأخير"، مشيراً إلى أن بعض الإجراءات الإدارية أو النواقص في الأوراق والمستندات هي السبب الأول. وكان مجلس الشورى قد وجه انتقادا لوزارة الشؤون الاجتماعية، وأكد أن الوزارة تتأخر في استخراج الهوية الوطنية لذوي الظروف الخاصة ومجهولي الأبوين من وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية، مما يشعرهم أنهم دون غيرهم، فيما اشتكت الشؤون الاجتماعية عبر تقريرها السنوي الذي خضع للمناقشة في المجلس قبل أسبوع، من تعثر حل مشكلة تأخير منح الأطفال مجهولي الأبوين رقم السجل المدني، مما أدى إلى تعطيل استخراج الأوراق الثبوتية لهذه الفئة والحصول على الخدمات الصحية والتعليمية. يذكر أن وزارة الشؤون الاجتماعية ترعى مجهولي الأبوين عبر ثلاثة برامج: الرعاية الأسرية المتمثلة في نظام الأسر الكافلة، وهو الأصل لديها في رعاية هذه الفئة، والرعاية المؤسسية لمن تعذرت رعايته داخل أسرة كافلة، فترعاهم الوزارة داخل الدور الإيوائية ومؤسسات التربية النموذجية التابعة لها، والأخير مزيج من الرعاية المؤسسية والرعاية الأسرية حيث تشرف الوزارة على رعايتهم لدى الجمعيات الخيرية التي تعد لهم نظاماً في الرعاية يمزج بين النوعين السابقين. وتمنح للأيتام مكافآت تختلف بحسب نوع الرعاية، وهي تتفاوت بين 2000 ريال لمن هم دون سن الدراسة، و3000 ريال بعد التحاقهم بالدراسة، و60 ألفاً إعانة زواج.