كشفت دراسات حديثة عن استهداف مسوقي التبغ للفتيات السعوديات من أجل دفعهن إلى ممارسة التدخين للسجائر والشيشة، وذلك بعد النجاح في جعل 45% من البالغين من فئة المدخنين. ودعت الجمعية الخيرية للتوعية الصحية (حياتنا) المسؤولين بالأجهزة المعنية في المملكة إلى مزيد من التيقظ نحو ما تقوم بها دوائر صناعة التبغ في المملكة نحو تقويض الأنظمة واللوائح المعنية بمكافحة التبغ، وتقديم مزيد من الإجراءات للحد من تحركات تلك الشركات في السوق السعودي. وأشار الدكتور عبدالرحمن القحطاني أمين عام الجمعية في تصريح بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين إلى أن جمعية حياتنا طالبت وزارة الصحة والمراكز البحثية إلى التنقيب والبحث في الوثائق السرية لشركات التبغ فيما يتعلق بتحركاتها في تقويض الأنظمة واللوائح المعنية بمكافحة التبغ في المملكة، وقد تم الإفصاح عن تلك الوثائق نتيجة حكم قضائي لإحدى المحاكم الأمريكية، وتكشف تلك الوثائق الكثير من الحقائق حول أعمال الشركات في العديد من دول العالم. وأشار أمين عام جمعية حياتنا إلى أن البحث في تلك الوثائق السرية يساعد للوصول إلى قرائن وأدلة يمكن أن تساند أحكاما قضائية في المملكة، وتفيد تجربة الولاياتالمتحدة بأن تعويضاتها تصل لعشرات المليارات من الدولارات. وتحدث د. عبدالرحمن عن تجربته في البحث في تلك الوثائق السرية حيث تبين أن بعض شركات التبغ عملت دراسات مسحية على فئة اليافعين والمراهقين ممن تصل أعمارهم إلى 13 سنة تهدف لمعرفة عاداتهم وسلوكياتهم وخصائصهم، مما يساعد تلك الشركات على معرفة أنسب الطرق لاستهداف تلك الفئة، وتساءل عن كيفية إجرائهم لهذه الدراسة على فئة عمرية صغيرة والجرأة في ذلك، كما تكشف إحدى الوثائق السرية خلال فترة الثمانينات عن تواصل بين طبيب في إحدى مستشفياتنا مع شركة فيليب موريس (الوثيقة تنص على أسم الطبيب والمستشفى) ينبثق عنها تواصل على أعلى مستوى لمكتبها في الولاياتالمتحدة، وتأتي قصة الوثائق السرية لشركات التبغ بعد أن نجحت إحدى المحاكم الأمريكية قبل بضع سنين بحكم يلزم العديد من شركات التبغ بالإفصاح عن الوثائق السرية لتحركاتها في الدول. كما بين د. القحطاني بأنه تتوفر العديد من الوثائق التي تبين مدى حرص دوائر صناعة التبغ وشركائهم في المملكة إلى ترصد أقوال العلماء والمشايخ حول حكم التدخين خلال الثمانينات، ووثيقة أخرى تطالب بضرورة مواجهة القول الفقهي بتحريم التبغ من خلال إبراز من يرون عدم حرمة التدخين. ويشير الأمين العام بأن هذا لا يمثل سوى رأس جبل الجليد الذي يخفي تحته أضعاف مضاعفه لما يمكن استخراجه من الوثائق السرية لشركات التبغ وممارساتها العبثية في السوق السعودي، وبين بأن الوثائق السرية للدول الأخرى تثبت بأن المجال واسع لعبث تلك الشركات في المملكة في ظل عدم وجود رقابة صارمة لسلوكياتها وممارساتها الخفية في السوق. وحول فرض حظر التدخين في الأماكن العامة في المملكة أشار القحطاني بأن شركات صناعة التبغ ستسعى جاهدة إلى عرقلة ما يتعلق بفرض حظر التدخين في الأماكن العامة، وهو ما لا يطبق بشكل مقبول في المملكة، ويكتنفه الكثير من الصعوبات والارتجالية، ليس أقلها عدم وجود جهة واضحة مخولة بإصدار العقوبة على المخالف "ولا أخفي قولا أن شركات التبغ سيسعدها كثيرا تطبيق أنظمة ضعيفة وغير فعالة في الدول بل والعمل على دعم ذلك الضعف". وتشير جمعية حياتنا أنه وبناء على تقديرات برنامج مكافحة التدخين في وزارة الصحة فتتراوح نسبة عدد المدخنين الذكور من البالغين في المملكة ما بين 35% و 45 % وهي نسبة عالية تنذر بخطورة الوضع، عوضا عن استهداف شركات التبغ للمراهقات والشابات في المملكة، كما يُعد تعاطي التبغ أحد مسببات الوفيات والأمراض والإعاقة الرئيسة في المملكة، ويمثل عبء صحي واجتماعي واقتصادي بالغ الأثر يصل حجمه لعدة مليارات سنويا لدينا. من جانب آخر، طالب رئيس مجلس إدارة جمعية كفى للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات الشيخ عبد الله العثيم تخصيص جزء من رسوم الجمارك التي تفرض على شركات التبغ لصالح الجمعيات الخيرية، ومنها جمعية كفى، لتقوم بدورها في مكافحة آثار التبغ والمخدرات. وقال العثيم معقباً على سؤال ل (الجزيرة أونلاين) حول مدى الاستفادة من الضرائب التي تفرض على شركات التبغ، إنه "لا توجد ضرائب تفرض على شركات التبغ، إنما توجد جمارك، ونحن طالبنا وكتبنا للمقام السامي أن يعطوا الجمعيات الخيرية نسبة من هذه الرسوم لتقوم بدورها في معالجة المتضررين من هذه الآفات". واحتفلت جمعية كفى للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات أمس باليوم العالمي لمكافحة التدخين، حيث حرصت الجمعية على أن تتواجد في الأماكن التي يتكاثر فيها أعداد الشباب المدخنين، إضافة إلى أنها أقامت احتفالية كبيرة في أحد الأسواق التجارية حضرها جميع كبير من الرجال والنساء، إضافة إلى الأطفال. من جانبه، أكد المدير التنفيذي لجمعية كفى صلاح الزهراني أن الدراسات والإحصائيات الخاصة بهم تقوم على أعداد المدخنين والمراجعين للعيادة الخاصة "ليس لدينا إحصائية بأعداد المدخنين على مستوى المملكة أو على مستوى منطقة مكةالمكرمة، وقال الزهراني ل (الجزيرة أونلاين): "نحن نستقبل سنوياً قرابة 30 ألف متعاطي ما بين مدخن أو متعاطي، ونسبة الإقلاع من خلال البرامج المقدمة لهم قرابة 45 %". وأضاف :"الملاحظ في الآونة الأخيرة أن التركيز عند الشباب أصبح يتركز على المعسلات والشيشة وانخفضت نسبياً أعداد المدخنين، وأوضح الزهراني أن جمعية كفى حالياً تسعى إلى عمل دراسة مسحية في مدينة جدة خاصة بالمعسلات، ونحن على يقين أن منتجات التبغ الأخرى، كالمعسلات والشيشة، لها رواج كبير خصوصاً عند النساء، الأمر الذي يجعلنا نتجه إلى البحث عن مسببات هذه الظاهرة ومحاولة إيجاد حلول لها".