وجهت أمارة منطقة عسير تشكيل لجنة للنظر في قضية ثلاث شقيقات ( أ ، ح ، ع ) رفضن مغادرة مستشفى عسير المركزي بعد دخول إحداهن له للعلاج إثر معاناتها من اكتئاب وصرع وفقدان للحركة وهبوط في صفائح الدم البيضاء . وطالبن الجهات المختصة بإحالتهن إلى دار رعاية الأيتام وعدم تسليمهن إلى والدهن الذي كان قد طلق والدتهن قبل (19) وتعرضن لاحقاً من زوجة والدهم لشتى أنواع التعذيب الجسدي واللفظي والمعنوي . وفي تصريح صحفي للمهندس عبدالكريم الحنيني أن اللجنة شُكلت لجنة بقضية الشقيقات الثلاث سواء بالحماية أو الإيواء كما أنها ستقوم بكافة الإجراءات لدعم هذه القضية ومعرفة أبعادها والعمل على حلها بكافة السبل . وفي اتصال هاتفي بالفتاة الكبرى ( أ ) بمستشفى عسير المركزي قالت لا أريد أي شيء في هذه الحياة سوأ حمايتنا وإدخالنا دار الأيتام بعيدين عن والدي وقد اتصلت في رئيس هيئة حقوق الإنسان بمنطقة عسير في سبيل التدخل في حل مشكلتنا والتوصل إلى حل لقضيتنا من قبل الجهات المختصة . حيث استطردت الفتاة المعنفة قائله:- وبدأت معاناتنا بعد طلاق والدتنا وزواج والدنا بأخرى وكنا نعيش في الرياض وفي تلك الفترة تفننت زوجة والدنا في تعنيفنا وممارسة شتى أنواع التعذيب الجسدي فينا حيث كانت لا تتجاوز أعمارنا 4 سنوات فكانت تضربنا بالعصا حتى يخرج الدم من أجسادنا وتعلق أختنا الوسطى بالحبل من أرجلها فيما تحبس الصغرى منا والتي لم تكن قد تجاوز عمرها السنة مع الفئران وكانت تحبسنا على سطح المنزل وتقيدنا بالسلاسل في الوقت الذي كان فيه والدنا يشهد تلك العذابات إضافة إلى أنه حرمنا من رؤية والدتنا طوال 19 عاماً . وأضافت : الفتاة الكبرى (29 سنة) كنا نأكل ونلبس مما يقدمه لنا الناس ولاحقاً اختلف والدنا مع زوجته وطلقها وفرحنا ظناً منا أن الفرج قد حان وانتقلنا مع والدي من الرياض إلى قرية درب العقيدة في محافظة أحد رفيدة وهناك تزوج بامرأة أخرى تعمل معلمة دين وبعد مرور سنة رفضت زوجة والدي العيش معنا في منزل واحد وأصبحت تتلفظ علينا بألفاظ نابية ما جعل والدنا يضعنا في أحد المنازل ويغلق علينا الأبواب والنوافذ ويشوه سمعتنا بين أهل القرية قائلاً: إننا نعاني من حالات نفسية فابتعد الناس عنا وصاروا يخافون من الاقتراب منا حتى انقطعنا عن الكل. وأشارت إلى أن لهم أخاً واحداً تخلى عنهن خوفاً من والده مبينة أنهن بقين على هذه الحال في المنزل الذي وضعن فيه قيد الإقامة الجبرية ويتلقين ويلات السب والشتم من والدهن الذي أكدت أنه كان يعنفهن ويضربهن في أماكن حساسة . وتابعت الفتاة الكبرى قائلة :- أصيبت أختي الوسطى (24 سنة) بحالة صرع واكتئاب أقعدتها تماماً ولم تعد تقدر على الوقوف أو إمساك الأشياء وتفاقمت حالتها النفسية فأصبحت لا تقدر على تناول الطعام ولا على الكلام وأخذها والدي إلى أحد المستوصفات الخاصة خوفاً من معرفة والدتنا عن حالنا وما نتعرض له وبعد رفض المستوصف الخاص علاج أختي نقلت إلى مستشفى عسير المركزي ورافقناها بعد أن هددنا والدنا بالقتل إذا تحدثنا عن وضعنا وما نتعرض له . وبدأت أختي الوسطى تتلقى العلاج النفسي في المستشفى إثر معاناتها من اكتئاب وصرع وفقدان للحركة وهبوط في صفائح الدم البيضاء والجدير بالذكر بان إحدى نزيلات دار الرعاية الاجتماعية بمدينة أبها حاولت اليوم الانتحار بتناول كمية كبيرة من الأدوية التي كانت تتعاطاها حيث تعاني من حالة نفسية مع أختيها اللاتي تمت تحويلهن إلى الدار منذ شهرين بتوجيه من أمير منطقة عسير بعد تعرضهن إلى عنف اسري من قبل والدهم وزوجته الجديدة . فيما تشير المعلومات الأولية إلى إحالة الفتاة اليوم لمستشفى الصحة النفسية فيما أوضح الدكتور هادي اليامي المشرف على هيئة حقوق الإنسان بعسير أن ملف قضية الأخوات الثلاث أحيل للإمارة وتمت مخاطبة إمارة منطقة عسير الأسبوع المنصرم لبحث الحلول المناسبة مع والدهم بأسرع وقت ممكن . من جهته أشار مدير عام الشؤون الاجتماعية سعيد موسى إلى انه لا تعليق لديه وعلينا البحث عن المعلومة في مكان آخر أو مراجعته شخصياً بمكتبه صباح الغد لاطلاعنا على تفاصيل القضية . من جانبه أوضح الناطق الإعلامي لصحة عسير سعيد بن نقير بأن الفتاة أحضرت إلى قسم الطوارئ بمستشفي عسير المركزي عن طريق الشرطة ودار الرعاية بعد أن تناولت بعض الأدوية وقام الأطباء بفحصها وعمل الإجراءات الطبية اللازمة لها وتم تحويلها إلى مستشفي الصحة النفسية بابها لاستكمال علاجها الصحي والنفسي .