قد تتحول النزهة البحرية إلى مأساة حقيقية إذا ما كنت في رحلة على طول 75 كيلو مترا باتجاه الشرق نحو شاطئ العقير التاريخي بمحافظة الأحساء، وقد تكون رحلة ذهاب بلا عودة بسبب حادث مروري مع جمل عابر، أو كثبان رملية متحركة قطعت منتصف الطريق عليك، أو بسبب الظلمة التي تلف الطريق ذي المسار الواحد والموازي لبلدة الجشة والطريق الشمالي الموازي لمدينة العيون، .. الكثير من الحوادث المرورية وقعت على هذا الطريق .. ورغم تطوير بعض أجزائه إلا أنه لا يلبي احتياجات مرتاديه، «اليوم» استطلعت آراء المواطنين حول هذا الطريق القاتل، ونقلتها بكامل تفاصيلها .. فإلى هناك : تطوير مرتقب في البداية تحدث وكيل وزارة النقل المساعد للشؤون الفنية المشرف العام على إدارة الطرق والنقل في المنطقة الشرقية المهندس محمد السويكت ل( اليوم ) فقال :» خلال زيارتي التي قمت بها مؤخرا لطريق العقير، ووفق ما وصلنا من تقارير، وجدنا أنه من المهم إيجاد مشاريع لطريق العقير، وقد تم الرفع إلى الوزارة باحتياج هذا الطريق لسياج حديدي على جانبيه، وكذلك حاجته لمشاريع عبور الجمال بهدف المحافظة على سلامة الجميع، وأؤكد أنه وفور اعتماد هذه الطلبات سيتم البدء في تنفيذها على الفور» ومن جانبهم عبر العديد من الأهالي عن أملهم من هذه الزيارة بأن تكون زيارة علاج، لاسيما وأن الجولة شملت الاطلاع على الوضع القائم ميدانيا، بل إن أحد المواطنين قال عنها :» أرجو أن تترجم هذه الزيارة إلى واقع عملي، وأن يبدؤوا فعليا في مشروع التطوير ضمن المرحلة الثانية التي يترقبها الأهالي منذ فترة، بينما إدارة الطرق والمواصلات بالأحساء تعد بالتطوير من خلال المرحلة الثانية، فيما الطريق يواصل مهمته في خطف أرواح الأبرياء دون رحمة « المواطن محمد الغانم الذي تعرض وعائلته إلى حادث مرري على هذا الطريق، أكد أن الحوادث لن تتوقف على طريق العقير ما لم يتم تطويره وتحويله إلى مسارين، بالإضافة إلى الإنارة، وأشار الغانم إلى أن هذا الطريق بات يسرق فرحة أهالي الأحساء في مناسبات العطل المدرسية والإجازات الرسمية أرواح الأبرياء أم محمد فقدت فلذة كبدها البِكر في يوم عاصف على متن هذا الطريق أثناء عودته من عمله بالدمام، فقد فاجأته الرمال الزاحفة على طريقه في المسار الأيمن لتصطدم مركبته بالكثبان الرملية المتحركة، وحدث الانقلاب ليذهب ضحيته محمد وهو في ريعان شبابه قبل أن يدخل في القفص الذهبي، وطالبت أم محمد بإنقاذ أرواح الأبرياء من خلال سرعة العمل على ازدواجية الطريق وإيجاد حل نهائي للكثبان الرملية التي أدت إلى فقد ولدها، مشيرة إلى أن الجهات المسؤولة سيحاسبها الله تعالى على تقصيرها تجاه هذا الطريق الحيوي والمهم، والتي ستزداد أهميته مستقبلا بعد اكتمال المشروعات في العقير. طريق الموت أكد الشاب فهد حرمانه من الشاطئ لرفض والدته من ذهابه إلى العقير خوفا من أن يقع لها مكروه لا قدر الله، وذلك بسبب ما تسمع عن الطريق من حوادث مأساوية، وأكد أنه بالفعل طريق يفتقد أصول السلامة بداية من مساره الواحد مروراً بالإنارة، وطالب فهد وزارة المواصلات بتحويل مسؤولية هذا الطريق إلى الأمانة لتقوم بتطويره، لأنها هي الوحيدة القادرة على ذلك لما تملكه من إمكانات وسرعة في اعتماد المشاريع الكبرى، واعتبر فهد ذلك أنه هو الحل الوحيد للخروج من مصيبة تكرار الحوادث على هذا الطريق، والتي خطفت من ذويهم أغلى ما يملكون من أنفس خاصة الشباب الذين راحوا ضحية «طريق الموت». مشروع استثنائي المواطن محمد الغانم الذي تعرض وعائلته إلى حادث مرري على هذا الطريق، أكد أن الحوادث لن تتوقف على طريق العقير ما لم يتم تطويره وتحويله إلى مسارين، بالإضافة إلى الإنارة، وأشار الغانم إلى أن هذا الطريق بات يسرق فرحة أهالي الأحساء في مناسبات العطل المدرسية والإجازات الرسمية، لما عرف عنه من كثافة للحوادث المرورية، مطالبا المسؤولين بوضع حل عاجل، واعتماد مشروع استثنائي لإنقاذ حياة الناس من هذا الخطر الذي يداهمهم، وكذلك إعادة تأهيل الطريق مرة أخرى من جديد بمواصفات عالية الجودة، وتحويله إلى مسارين، وإنارته، ووضع اللوحات الإرشادية اللازمة التي ترشد مستخدمي الطريق، فضلا عن إزالة الكثبان الرملية التي تهاجم الطريق من حين إلى آخر، وتكثيف دوريات المرور للحد من تهور بعض السائقين التي تعتبر مشكلة تضاف إلى السلبيات العديدة في هذا الطريق. عوامل السلامة عبدالعزيز السهلي أكد على أهمية طريق العقير وقال :» نتردد وبشكل يومي باتجاه مقر عملنا في قرية على هذا الطريق، ونجد معاناة كبيرة جدا من أول خروجنا إلى وصولنا، فالطريق يفتقد لعوامل السلامة الهامة التي يجب أن تجد كل اهتمام ومتابعة من الجهات المسئولة في وزارة النقل، ولقد سمعنا بالدراسات التي أجريت على الطريق وتحويله إلى طريق مزدوج، وقد سعدنا بذلك وكلنا أمل أن تبادر وزارة النقل بهذا المشروع وتحويل الطريق إلى طريق مزدوج والذي سيكون له أثر إيجابي وكبير على قاصدي الطريق من الموظفين ومرتاديه، وذلك لأن نسبة الحوادث ستقل كثيرا عما هي عليه في وقتنا الحالي، خاصة تلك الحوادث التي تقع أيام العطل الأسبوعية والإجازات والأعياد، ولقد شهد الطريق مؤخرا وتحديداً في عيد الأضحى المبارك الماضي وفاة ثلاثة شباب من عائلة واحدة إثر حادث انقلاب وقع لهم بسيارتهم على الطريق». مقاومة الزحف ومن جهته قال محمد اليوسف:» يشكل تجمع الكثبان الرملية وزحف الرمال على الطريق في بعض المواقع مخاطر كبيرة للسائقين تضايقهم وتهددهم بوقوع حوادث مرورية، وأيضا فإن عدم الانتباه إلى هذه الكثبان في فترة الليل تسبب حوادث، فهذه الكثبان الرملية دائما ما تتواجد وتكثر مع تقلبات الأحوال الجوية وخاصة المصحوبة ب» العج « والغبار والرياح الشديدة، ونحن نقدر جهد وزارة النقل والإدارة في عملية إزالة هذه الكثبان عن الطريق .. إلا أننا وفي نفس الوقت نطالب هذه الجهات بأن يتم العمل على توفير مشروع كبير يتم من خلاله الحد من مخاطر زحف الرمال على الطريق وتأثيره على مرتاديه، وذلك كأن يتم عمل مشروع وقف زحف الرمال بالتشجير على امتداد الطريق، أو العمل على رش هذه الكثبان الرملية بالزيوت حتى تمنع زحفها خاصة في أوقات التقلبات الجوية التي تكون فيها الرياح شديدة» . وفي سياق الموضوع تحدث عبدالله الفزيع فقال :» هذا الطريق دائما ما يشهد وجود الجمال (السائبة) ووجود الكثير منها في مواقع بالقرب من الطريق، وهذا الأمر سبب قلقا كبيراً للمارة، فقد سجل هذا الطريق العديد من الحوادث الأليمة بسبب هذه الجمال، والتي ذهب ضحيتها أرواح بريئة دون أن يتم التدخل حتى في أبسط الحلول، وذلك بأن يتم وضع سياج حديدي على امتداد الطريق ليحد من مخاطر هذه الجمال الخطيرة، بالإضافة إلى وضع بعض المعابر لها، ويتم تكثيف اللوحات الإرشادية والهامة لتوعية مرتادي الطريق خاصة أن هذه الجمال تشكل أكبر المخاطر ليلا».