حذر خبير سعودي في مجال الهندسة الكهربائية، الجمعة 6 أغسطس 2010، من خطورة المكيفات الصينية الرديئة على الشبكة الكهربائية في السعودية، مشيرا إلى أنها وراء مثلث الرعب، الذي يحتوي على ارتفاع قيمة الفاتورة الاستهلاكية، والتسبب في الحرائق، وأخيرا الانقطاعات الكهربائية، بسبب زيادة الاحمال. وأبدى أستاذ الهندسة الكهربائية بجامعة الملك سعود الدكتورعبدالله بن محمد الشعلان، استغرابه من عدم تضامن الجهات المعنية مع الشركة في هذه القضية، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار وتكاليف شركات المكيفات العالمية بشكل ملحوظ خلال السنوات الخمس الماضية أثر على مبيعاتها، وبخاصة في ظل انخفاض ملحوظ في القوة الشرائية في العالم، وارتفاع أسعار الوقود وأجور الشحن وغيرها من الأسباب التي جعلت العملاق الصيني يتفرد بنوعيات من المكيفات غزا بها السوقين العالمي والمحلي. وقال إن بعض الشركات الصينية طرحت نوعيات رديئة وبأسعار منخفضة مستغلة الحاجة إلى مثل هذه النوعيات، نظراً للارتفاع الشديد في درجات الحرارة الذي تمر به معظم دول العالم. وبيّن الشعلان أن السعر المتدني للمكيفات الصينية الرديئة كان على حساب الجودة التي أثرت على معامل الجهد الخاص بها، مما أثر على الشبكة الكهربائية في السعودية، وكانت له مساهمة واضحة في انقطاعات الكهرباء، شارحا "أجهزة تكييف الهواء مقارنة بالأجهزة والمعدات الكهربائية الأخرى هي الأعلى استهلاكاً للطاقة الكهربائية، نظراً لما تحتويه من ملفات ومحرك وضاغط وأدوات تحكم وفترات تشغيل أطول، ولكون الملفات الموجودة في المكيف هي المسؤولة عن تبديد قدرة كهربائية تعرف بالقدرة غير الفاعلة تذهب هباء بالنسبة للشركة المنتجة للطاقة، ناهيك عما تسببه من انخفاضات في الجهد وتغيرات في أداء الشبكة العامة، مما يؤدي إلى عدم ثباتها واستقرارها واتزانها". وأضاف الدكتور الشعلان أنه في الآونة الأخيرة بدأت المكيفات الصينية تغزو السوق السعودي ويقبل الناس على شرائها لأن بعضها رخيص الثمن مقارنة بأسعار منتجات أخرى, وهذه المنتجات تبدو الأقل مراعاة لمتطلبات التصميم السليم من حيث توفر المواد الأصلية اللازمة التي تضمن كفاءة الأداء وإطالة العمر التشغيلي وتوفير الطاقة المستهلكة، لذا فإن تلك المنتجات يعزى لها أسباب تلك المخاطر والأضرار التي تلحق بالشبكة الكهربائية والتقليل من أدائها. وأضاف أنه "عند تصميم المكيف يجب مراعاة تحديد قيمة متعارف عليها تعرف ب "نسبة كفاءة الطاقة" وهو رقم يتراوح بين 3 إلى 12، فكلما ارتفع هذا الرقم كلما ازدادت وتعاظمت كفاءة المكيف وبالتالي قل استهلاكه للطاقة الكهربائية، وعند مقارنة المكيفات الصينية بمكيفات أخرى مصنوعة في أمريكا أو أوروبا نجد أن هذه الرقم متدن جداً، وذلك من واقع دراسة قامت بها مؤسسة فيرسيز الكندية لتقويم الأداء للمنتجات الكهربائية". ونبه الدكتور عبدالله الشعلان إلى أن السر في توفر هذه الأجهزة في السوق هو السعر الذي جاء دون التحقق من كفاءة أداء تلك المكيفات، ومدى الضرر الذي يلحق بشبكة الكهرباء، لذا يلزم اختبار المواد المستخدمة في تصميم وتصنيع تلك المكيفات للتأكد من سلامتها على الصحة وعدم احتوائها على مواد تلحيم رصاصية، كذلك التوصيلات والدوائر الكهربائية وأجهزة الحماية والتحكم غير معرضة للصدأ أو التآكل أو ارتفاع درجات الحرارة، كما يتم فحص الضاغط والمحرك والمروحة الداخلية والتأكد من قدرتها على تحميل زيادة الجهد والتيار، مما يؤدي إلى فقدان استقرارية واتزان الشبكة الكهربائية بسبب التحميل المفرط على المغذيات والمحولات وخطوط النقل، وبالتالي احتمال حدوث انقطاعات في الخدمة الكهربائية. وأعرب الدكتور الشعلان عن أسفه لما تتعرض له الشركة السعودية للكهرباء من تأثيرات سلبية جراء استخدام تلك المكيفات متدنية الكفاءة والأداء مما يؤثر في شبكاتها الكهربائية. يذكر أن الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء المهندس علي بن صالح البراك كان قد أوضح أن أجهزة التكييف في السعودية تستهلك 70 في المائة من الكهرباء، وأن بعض المواطنين يتحملون جزءاً من المسؤولية عن الانقطاعات, لأنهم يشترون أجهزة تكييف صينية رديئة الصنع تؤدي إلى زيادة الأحمال، كما نبه رئيس جمعية حماية المستهلك محمد الحمد إلى أن أجهزة التكييف الصينية الرديئة التي تعمل في منازل بعض المواطنين والمقيمين تستهلك جهداً كهربائياً أكثر مما تحتاجه، وينتج عنها تعطل بشبكة الكهرباء السعودية وانقطاعات، وأن كثيرا من المواطنين والمقيمين لا ينظرون إلى الجودة وإنما يبحثون عن السعر.