سجلت اسعار الدجاج المبرد في المملكة ارتفاعات تراوحت بين 20 الى 30 في المئة بسبب ما ذكره المستثمرون من ارتفاع اسعار مدخلات الاعلاف، والاغراق، والمنافسة من المنتج العالمي. وقال رئيس جمعية منتجي الدواجن في منطقة عسير الدكتور عبدالله كدمان ان ارتفاع اسعار مدخلات العلف من الذرة والصويا عالمياً، وخفض الاعانة الى 350 ريالاً للطن الواحد عقب ان كانت 1500 ريال، تسبب في رفع المستثمرين للاسعار بنسبة تتراوح بين 10 في المئة و 20 في المئة نتيجة عدم القدرة على تغطية منتجهم، لافتاً الى ان وزارة التجارة سألت التجار عن اسباب رفع الاسعار وكانت الاجابة ارتفاع اسعار مدخلات الاعلاف. واشار الى هناك عوامل اخرى ساهمت في ذلك من اهمها عدم تحديد سعر البيع للاعلاف من المصانع، وعدم ترك ذلك لعوامل السوق، اضافة الى عدم وجود صيصان كافية للانتاج وارتفاع سعرها من 1.60 الى 2.25 ريال للصوص الواحد، وعدم كفاية مشاريع امهات الدواجن في المملكة، وكذلك شح البيض المخصب «بيض التفقيس» في العالم بسبب انتشار الامراض في الوقت الذي اتجه فيه كثير من الشركات الى بيع البيض المخصب في الخارج ثم تبع ذلك ايقاف البيع خارجياً من الوزارة. ولفت كدمان الى ان مشاريع الدواجن في المملكة تقوم بنسبة 70 في المئة على الاعلاف ونحو 20 في المئة من منتجات الصيصان والبقية 10 في المئة تكاليف أخرى ومع ذلك فإن 47 في المئة من حاجة السوق المحلية يوفر من مشاريع الدواجن الوطنية والبقية يوفر من الاسواق العالمية التي للأسف اغرقت السوق بمختلف منتجات الدواجن ما تسبب في الضرر لكثير من مشاريع الدواجن التي اعلنت ايقاف منتجاتها والاتجاه الى استثمارات اخرى. وتوقع ان تشهد المرحلة المقبلة اتجاه كثير من المستهلكين في المملكة الى الدجاج المجمد المستورد بدلاً من الدجاج المبرد، مطالباً وزارة الزراعة والبنك الزراعي بدعم انشاء مزارع لأمهات الدواجن في المملكة. ويقول المدير العام لشركة تأصيل الدواجن المهندس عبدالملك بن عبدالله الضحيان ان مدخلات الاعلاف من الصويا والذرة سجلت ارتفاعات وصلت الى 30 في المئة في الاسواق العالمية ما اثر على قطاع الدواجن في المملكة، وتسبب في ارتفاع الاسعار، لافتاً الى ان اسعار الصيصان ارتفعت بسبب الطلب المتزايد عليها ولكن ذلك لن يكون ثابتاً إذ تشهد انخفاضاً في كثير من الاوقات. واشار الى ان سوق الدواجن السعودية سوق قوية ويتميز بثباتها وتحظى باهتمام من وزارة الزراعة التي تبذل جهوداً كبيرة وتعمل على تشكيل لجان متعددة لتطوير هذا القطاع ومتوقعاً ان تظهر نتائجها قريباً. من جهته، قال الدكتور محمد عبدالرحمن (متخصص في قطاع اعلاف الدواجن) ان ارتفاع اسعار الدواجن في المملكة وخصوصاً المبرد بنسبة تتراوح بين 20 و 30 في المئة يعود الى عدد من العوامل من اهمها ارتفاع مدخلات اعلاف الدواجن في العالم مما انعكس سلباً على مشاريع الدواجن في المملكة، وكذلك انتشار الامراض والاوبئة التي تضرر منها عدد كبير من مشاريع الدواجن خلال الاعوام الماضية والتي تسببت في خروج الكثير من المستثمرين في هذا القطاع ، اضافة الى المنافسة الخارجية من خلال اغراق السوق السعودية بمختلف منتجات الدواجن. واكد ان ارتفاع اسعار الصيصان التي وصلت الى اكثر من 2.25 ريال اثرت كذلك على قطاع الدواجن وهذا بدوره ساهم في اتجاه المزارعين الى رفع الاسعار لتغطية التكاليف التي تشهد ارتفاعاً من فترة الى اخرى. ويقول المواطن محمد السالم ان ارتفاع اسعار الدواجن جاء عقب اجتماع سري لشركات الدواجن واتفاقهم برفع اسعار الدواجن تدريجياً وبفترات مجدولة بنسبة متوقع ان تصل ل 40 في المئة مرجعين السبب الى ارتفاع مدخلات الاعلاف على رغم ان وزارة الزراعة اكدت ان ارتفاع اسعار الاعلاف طفيف ولا ينبغي ان يستغل ذلك لرفع الاسعار. واشار الى ان الجهات ذات العلاقة دائماً دورها ضعيف في مثل تلك الحالات سواء من وزارة التجارة ام من مجلس حماية المنافسة ام من جمعية حماية المستهلك، لافتاً الى ان هناك شركات اخرى مثل شركات الالبان وشركات المشروبات الغازية ومستوردي الرز وغيرها من الشركات ذات العلاقة بالمستهلك رفعت اسعارها في السنوات الماضية وللاسف لم تجد من يقف امامها او من يحمي المستهلك الذي يعتبر الضحية لجشع التجار في ظل غياب الرقابة الصارمة. ولفت الى ان الكثير من المستهلكين يرون ان السلع التموينية والغذائية في المملكة اصبح التجار هم من يحددون الاسعار بحسب مصالحهم من دون الاخذ في الاعتبار الجهات الرقابية. الشامل