تعد المواطنة «جبعة» أول امرأة من تهامة عسير تتحرر من قبضة العادات القبلية التي تحرم المرأة من الإرث بحجة أنها تورث نصيبها لزوجها وأبنائها، وذلك لتثبت حقها الشرعي في نصيبها من ورث والدها الذي تحصلت عليه عبر المحكمة، وهو الحق الذي حرمت منه بنات جلدها في المنطقة. فرحة «جبعة» لم تدم طويلا، وسرعان ما تبخرت بعد معارضة شقيقها لحكم المحكمة واستعانته بمحام وتشكيكه في صحة الصك والشهود والطعن في شهادتهم، وبينت لجبعة علي الزيادي (70 عاما)، أنها تحدت القاعدة القبلية التي تعتبر من تطالب بنصيبها الشرعي خارجة عن المعهود وخارجة عن التقاليد والعرف القبلية. وأضافت: طالبت بنصيبي من إرث والدي من أرض المزرعة الواقعة في (غريف الحفول) فتصدى أشقائي لطلبي ورفضوا منحي حقي الشرعي باعتبار أن المرأة لا ترث في العرف القبلي، فتقدمت بدعوى شرعية لدى محكمة الفطيحة فصدر حكم شرعي مصدق من محكمة التمييز في مكةالمكرمة يقضي بحصولي على نصيبي من الإرث واستبشرت خيرا؛ كوني أول امرأة ترث من بين مئات النساء اللاتي حرمن نصيبهن من الميراث الشرعي بسبب العرف القبلي، بعدها حدثت لي قطيعة كوني خرجت عن قاعدة العرف القبلي، ورغم هذا كانت فرحتي لا توصف. لم تكتمل الفرحة ولم تدم طويلا وتبخرت، حيث قام شقيقي بالاستعانة بمحامين للتشكيك في صحة الصك وشهوده والطعن في شهادتهم، وصدر حكم آخر من المحكمة العليا بنقض الحكم الشرعي، وكان قبل صدور الصك جرت محاولات صلح بيني وبين أشقائي عرض علي خلالها مبلغ 300 ألف ريال، رفضته ورفضت كافة الضغوط، مضيفة: أراد أحد الشهود في القضية حجب شهادته أمام المحكمة بحجة أن العادات تنتقد ذلك، وتمت مناصحته من قبل إمام المسجد حتى أدلى بشهادته لي بأنني وريثة. وخلصت جبعة إلى القول: «لا أملك من حطام الدنيا سوى ولد واحد، وأن من سلبني حقي في الميراث استند إلى عادات قبلية موروثة من الجاهلية الأولى، ولم يراع مرضي وشيخوختي وقلة حيلتي، وطالبت المسؤولين في وزارة العدل بإنصافي».