أعاد شبان في قرى وهجر المملكة نصب «المخيول» في مزارعهم؛ لبث الرعب في قلوب الطيور ولكي لا تقترب من محاصيلهم فتأتي عليها. واختلف «المخيول» باختلاف تصاميمه؛ إذ تعمد بعض الشبان نصبه وفق الشخصيات التي ارتسمت في مخيلتهم فحاولوا محاكاة تلك الشخصيات وفق ما اختزلتها ذاكرتهم. يقول سعيد عسيري: «المخيول» لم يعد مجرد دمية تفزع الطيور وتبعدها عن أكل المحاصيل، بل أصبحت تعكس الذكريات والتراث والشخصيات المحببة إلى النفوس؛ إذ أن البعض أصبح يمارس تصميم الأزياء التراثية على طريقته الخاصة وفق «مانيكان» المزارع «المخيول». ويضيف عسيري: «إن القدماء من المزارعين منذ عقود طويلة حاولوا ابتكار طريقة لحماية محاصيلهم الزراعية، على أن يكون الابتكار من صلب بيئتهم فاخترعوا «المخيول» المبني من الأخشاب والقش والذي يكسى في نهاية المطاف بقطع من القماش والملابس القديمة التي تحركها الرياح، الأمر الذي يسهم في رد الطيور العازمة على مباغتة محاصيلهم الزراعية». من جهته يقول عبدالله الشهراني: إن ل«المخيول» أسماء عدة تختلف من منطقة لأخرى ومن قبيلة لأخرى إذ يطلق عليه في الشمال «المخيول»، فيما يسميه سكان المناطق الجنوبية «الفزاعة»، ويطلق عليه المصريون «خيال المآتة»، وبرغم اختلاف المسميات إلا أنها جميعا تشير إلى ابتكار ذكي خرج من قلب الريف كانت الحاجة الماسة الدافع الحقيقي وراء ابتكاره تمثيلا للحراسة الوهمية التي ابتكرها المزارعون للتخفيف على أنفسهم حتى تطورت مع الوقت وأصبحت تكتيكا عسكريا تستخدمه بعض الجيوش.