أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض إنجاز ما يزيد عن 65 % من المخطط الاستراتيجي الشامل لمدينة الرياض، فيما 35 % من المشاريع إما تحت التنفيذ أو وصلت مراحل متقدمة من التخطيط. وأوضح الأمير سلمان مخاطبا رئيس التحرير في معرض رده على ما طرحه الكاتب خالد السليمان في مقال نشرته الصحيفة تحت عنوان «50 سنة»، أن المخطط الاستراتيجي يتميز بالمرونة والاستجابة لمستجدات التنمية والمتغيرات التي تطرأ على المدينة، وقابليته للمراجعة والتحديث خلال فترات زمنية تتراوح من 5 10 سنوات، بهدف تقويم أدائه ومتابعة جوانبه التنفيذية، مشيرا إلى أن الهيئة أنهت في الربع الأول من العام الحالي 1432ه، آخر تحديث لكافة مكونات المخطط بمشاركة كافة الجهات ذات العلاقة. وفي ما يلي النص كاملا لرد سموه: سعادة رئيس تحرير صحيفة عكاظ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشير إلى مقال الكاتب خالد السليمان المنشور في صحيفتكم، في عددها الصادر يوم الأربعاء 12 شعبان 1432ه تحت عنوان (50 سنة)، والذي كرر فيه الكاتب تناوله تصميم طريق الملك عبدالله، وموضوع التخطيط لمستقبل قطاع النقل في المدينة، بالرغم من التوضيح حول هذا الموضوع، الذي أسهبت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، في شرحه من خلال ردها للمنشور في صحيفتكم يوم الأحد 2 شعبان 1432ه، وهو ما يشير إلى أن الكاتب لم يقرأ المعلومات التي وردت في هذا الرد بشكل جيد، فضلا عن كونه غير متابع لما ينشر من معلومات تفصيلية عن الطريق، وعن غيره من خطط الهيئة ومشاريعها في كافة وسائل الإعلام بما فيها جريدتكم الموقرة، وإذ نشكر جريدتكم على اهتمامها بكل ما من شأنه رفعة الوطن والمواطن، ونشكر الكاتب على حرصه على أن تكون مدينة الرياض كما نتطلع إليها جميعا، نود توضيح الآتي: أولا: استشعرت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، أهمية التخطيط للمدينة في وقت مبكر، وبادرت منذ إنشائها عام 1394ه بإعداد مخطط توجيهي لقيادة التنمية المستقبلية في المدينة، واستمرت في تحديثه إلى أن توجت هذه الجهود بإعداد (المخطط الاستراتيجي الشامل لمدينة الرياض) في عام 1424ه، الذي وضع رؤية مستقبلية للمدينة (بعيدة المدى) خلال ال 50 عاما المقبلة، وصاغ إطارا استراتيجيا (متوسط المدى) لل 25 عاما المقبلة يضمن تحقيق الأهداف الموضوعة، ويحقق تكامل أداء القطاعات المختلفة فيما بينهما، ووضع خطط تنفيذية (قصيرة المدى) لل 10 السنوات القادمة، اشتملت على 58 برنامجا تنفيذيا ذا طبيعة استراتيجية في مجالات: التخطيط الحضري، التنمية العمرانية، الاقتصاد، الإسكان، البيئة، المرافق العامة، النقل، والسياسات الحضرية، تتولى تنفيذها الهيئة بالتعاون مع بقية الجهات العاملة في المدينة كل حسب تخصصه. وبفضل الله، خلال الثمانية الأعوام التي أعقبت إعداد هذا المخطط، أنجزت على أرض الواقع في المدينة، نسبة تزيد عن 65 في المائة من برامج المخطط التنفيذية، في حين مثلت النسبة المتبقية البالغة 35 في المائة مشاريع أخرى في مراحل التنفيذ، أو مشاريع وصلت مراحل متقدمة من التخطيط. ثانيا: يتميز المخطط الاستراتيجي، بالمرونة والاستجابة للمتغيرات التي تطرأ على المدينة، فمن القواعد الأساسية التي بني عليها، أن يخضع للمراجعة والتحديث خلال فترات زمنية تتراوح من 5 10 سنوات لتقويم أدائه ومتابعة جوانبه التنفيذية، لمراعاة مستجدات التنمية والتغيرات الاقتصادية والجوانب التمويلية وانعكاسها على الخطط الموضوعة، واستيعاب الاتجاهات المستقبلية للنمو في مدينة الرياض. وقد أنهت الهيئة في الربع الأول من العام الحالي 1432ه، آخر تحديث لكافة مكونات المخطط، بمشاركة كافة الجهات ذات العلاقة. ولتحقيق التكامل في العملية التخطيطية بين المدينة والمنطقة، قامت الهيئة العليا بإعداد (المخطط الاستراتيجي الإقليمي لمنطقة الرياض) بالتعاون مع مجلس المنطقة، ليتناول قضايا التنمية المختلفة في كافة أجزاء المنطقة. ثالثا: حول ما ذكره الكاتب عن عدد المسارات في طريق الملك عبدالله، نشير إلى أن موضوع التخطيط للنقل ليس عدد مسارات الطريق وحسب (مع أهمية عدد هذه المسارات وتكاملها مع مسارات الطرق الأخرى)، بل هو منظومة متكاملة من عدة محاور، تشمل: تطوير شبكة الطرق الراهنة والمستقبلية، والخطة الشاملة للنقل العام في المدينة، وإحلال تطبيقات الإدارة المرورية، ووضع المعايير الكفيلة بتحقيق التكامل بين استعمالات الأراضي في المدينة مع شبكة الطرق والنقل العام. كما أن عملية تطوير الطرق تتم وفق المعايير العلمية، وتأخذ في الاعتبار عدة جوانب تتكامل فيما بينها، تشمل مراعاة تأثير الطريق على غيره من الطرق المتفرعة منه، وتكامله مع الطرق التي تنقل الحركة المرورية في الاتجاه الذي يمتد فيه، واستخدام تطبيقات الإدارة المرورية الحديثة لتحقيق الاستفادة القصوى من الطاقة الاستيعابية للطريق. ونحن إذ نؤكد على الدوام بأن أبوابنا مفتوحة للجميع للاطلاع على طبيعة عمل الهيئة العليا وخططها ومشاريعها القائمة والمستقبلية، ندعو كتابنا الكرام ووسائل الإعلام إلى الحرص على النقد الهادف الرامي إلى تحقيق المصلحة العامة، القائم على المعلومات الصحيحة، والحقائق الواضحة، والإنصاف، وتلافي النقد العشوائي المبني على التوقعات دون سابق علم أو معرفة، وبشكل خاص في ظل توافر المعلومات الصحيحة من مصادرها الأصلية، وإمكانية الوصول إليها في أي وقت وأي مكان في العالم دون عناء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض سلمان بن عبدالعزيز