كثيراً مانسمع هذه العبارة وبالذات عندما نريد الحديث عن قيادة السيارة؛ لكن بالنظر في ادبيات القيادة نجد ان هناك جدلاً بين المنظرين للقيادة وهو : هل القيادة فطرية ام مكتسبة ام هل هناك تمازج بين الامرين ؟؟ وبالعودة لتلك الادبيات والدراسات اتضح ان هناك جوانب في القيادة تكون فطرية جُبل عليها المرء ومنحه الله إياها، وان هناك صفات قيادية يمكن للمرء ان يكتسبها او يطورها او يتقمصها ويتعلمها او قد يؤثر عليه آخرين في اكتسابها. ونحن في هذا الزمن بحاجة ماسة الى (قادة) في شتى مجالات الحياة، لكن قادة ليسوا كغيرهم من القادة في الازمنة السابقة نظراً للتوسع في أمور الحياة في جميع الجوانب الحياتية والمعيشية والمجتمعية. نحن بحاجة الى قادة مناسبين للمرحلة التي نعيشها خصوصاً بعد التوسع الغير محدود في وسائل التواصل الاجتماعي بين المجتمعات وبين الأفراد وتكالب الامم علينا، وغيرها من الأسباب لذا ظهر جلياً وواضحاً احتياجنا لقادة مميزين نظرتهم بعيدة، وهمهم للجميع، تتسع صدورهم لمن يقودونهم، واعين، ومدركين أهمية المرحلة التي نعيشها. تنمية القيادة لدى اجيالنا الواعدة تبداء من الأسرة، وبالذات نوعية التربية التي يتعرض لها القائد لان الوالدين هم من يكتشف المواهب والصفات القيادية لدى الأبناء فإذا لم تدرك الاسرة أهمية ذلك الاكتشاف المبكر للقائد فانهم بذلك يفوتون علينا جميعا فرصة منح مجتمعاتنا قادة جدد. لذا اذا استشعرنا أهمية ترسيخ مباديء القيادة والتأثير على الآخرين طبعاً بما يتوافق مع تعاليم ديننا وشريعتنا فإننا من خلال أساليب التربية الراقية والرائقة !!! نستطيع كشف قدرات ابناءنا وتوجيهها التوجيه الصحيح لقيادة واعية مدركة لدورنا في هذه الحياة، من خلال تلك الممارسات التربوية نستطيع إكساب ابناءنا أساليب القيادة اذا اكتشفنا انها ضعيفة لديهم او انها تحتاج الى صقل وتوجيه. ما اريد قوله اننا نستطيع صنع القادة او على الأقل نساهم في صنعهم بعد توفيق الله عز وجل. نحتاج الى قادة أسر، مساجد، مدارس، مصانع، مؤسسات تجارية، شركات، ..... نحتاج الى قادة في كل مجال من المجالات التنموية، شبابنا لديهم الخامات القيادية التي لا تملكها كثير من الدول لكن فقط تحتاج التوجيه، تحتاج التبصير، تحتاج الى شحذ الهمم، وبيان ادوارهم. شبابنا ثروة وقوة، لأن المجتمعات المسلمة الواعية لرسالتها تدرك أهمية الاستثمار في مجال شبابها واستقطابهم وتقديم المفيد لهم لأنهم قادة المستقبل وهم من سيؤول اليهم الامر في مستقبل الأيام. وأخيراً نحن بحاجة الى شباب قياديين لا مقودين، والشباب بحاجة الى من يأخذ بايديهم لقيادة مجتمعاتهم، خاصة اننا في زمن الحزم والعزم. أن خير من استأجرت القويُ الأمين!!!!!! دمتم في سعادة وقيادة حكيمة.