بعد أن أحكم المحتل واعوانه الذين جاءوا معه على ظهر دبابته من العلمانيين والأحزاب الإسلامية خاصة الشيعية منها احكموا سيطرتهم على العراق وعلى مقدراته البشرية والمالية وثرواته الطبيعية وهيمنتهم الشاملة التامة عليه , تأكد للجميع بعد أكثر من عقد على احتلاله فشلهم الذريع في بناء وطن ودولة لها سيادتها ومؤسساتها المستقلة الكاملة, واصعب مرحلة تمر بها هذه الأحزاب العميلة في هذه المرحلة الحرجة الحساسة المصيرية من تاريخ العراق المعاصر هي تشكيل ونجاح حكومتهم الجديدة, فربما ستكون هذه آخر فرصة للشيعة ليثبتوا أنهم أهل حكمة ودراية ورجال سياسة قادرين على تقديم رجال لهم خبرة ودراية لقيادة العراق وإخراجه من هذا المأزق الخانق الهالك الذي أوصلوه اليه, بل هو في الحقيقة إخراج أنفسهم وطائفتهم من هذا الواقع المشين الذي رفضه عقلاءهم قبل غيرهم وانقاذ سمعتهم وسمعت شيعتهم من السقوط في مستنقع الحضيض كما سقطت الأحزاب السنية الإسلامية قبلهم, هم أمام محكمة تاريخية هم الخصم والحكم فيها فأما أن يقدموا عقلاءهم ليخرجوهم من بئر زجهم فيه ساستهم ومراجعهم , بئر عميق مظلم فتحته بقدر فتحت ابرة الخياطة وهذا ما أراه ضرب من الخيال, وأما أن يسيروا بأنفسهم والعراق إلى التقسيم والهاوية وهذا هو الأقرب من قراءة تاريخهم والواقع المعاش, فتاريخهم الماضي لم يشهد لهم بناء دولة وحاضرهم حاضر معاش نشهد فيه الخراب والقتل والدمار, ومستقبل زاهر لهم يقينا بعيد المنال, وبناء دولة لهم فيه أمر محال, لأن حكمهم قائم على عقائد خيالية خرافية من خرج منهم عنها كفروه ومن لم يشاركهم فيها قتلوه, يكفرون الليبراليين العلمانيين الشيوعيين ويحرمون انتخابهم في حين نجدهم يصطفون معهم لتحقيق النصاب لتشكيل حكومتهم الطائفية, وما هذا إلا دليل على طائفيتهم وعنصريتهم المقيتة, عقائدهم لا تسمح لهم بل تحرم عليهم أن يتولى عليهم غير إسلامي وحصرا منهم, والإسلاميون منهم كلهم أثبتوا فشلهم طيلة تلك السنوات العجاف, فساسة العراق قتلة للشعب لصوص سراق للمال العام والخاص هم من حكموا على أنفسهم بالإعدام شنقا حتى الممات ولم يحكم عليهم غيرهم الله لك يا عراق .