سيسجل التاريخ لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله على وجه الخصوص ولإخوانه الذين شاركوه من قادة مجلس التعاون الخليجي بوجه عام بقرارهم التاريخي الحازم الذي اتخذوه بتوجيه ضربات عسكرية لمعاقل الحوثيين ومن يساندونهم. حيث أنقذوا اليمن من احتلال صفوي بغيض وجنبوه ويلات حروب أهلية طاحنة . كما سيسجل لهم السبق في إعادة توحيد صفوف الامة العربية وإعاده هيبتها ليتحقق الأمن والاستقرار لمجتمعاتها. إن التأريخ مواقف وإن العظماء من الزعماء والقادة هم الذين يصنعون التاريخ بقراراتهم الشجاعة ويتصدون لأقدارهم بثبات وإقدام وإن المتأمل في سجل الأيام يبصر بجلاء وبلا عناء أن المسافة بين المجد والعار ثبات أو فرار، وأن الفاصل بين العز والهوان قرارٌ يتخذ في ثوان وما أجمل وأعظم من قول الإمام ابن حزم رحمه الله في كتابه الأخلاق والسير: "حدّ الشجاعة: بذل النفس للذود عن الدين، والحريم، وعن الجار المضطهد، وعن المستجير المظلوم، وعن الهضيمة ظلماً في المال، والعِرض، وفي سائر سُبلِ الحق، سواء قلَّ من يعارِض أو كثر" . إن القرار التأريخي الذي اتخذ لم يكن ناتجاً عن تهور وانفعال، ولا وليد مغامرة تحركها الأطماع، وإنما كان واجباً فرضته المبادئ والقيم الإسلامية والإنسانية، وحقاً مشروعاً أباحته القوانين والمواثيق العربية والعالمية، وإن ما تعرض له اليمن خلال السنتين الماضيتين لم يكن نزاعاً داخلياً ولا تحارباً بين فئات وطنية يمنية، وإنما كان اجتياحاً واحتلالاً صفوياً تحت غطاء حوثي، وهو لم يهدد أمن اليمن واستقراره والشرعية فيه فحسب، وإنما هدد جميع دول الجوار، بل وحمل في طياته تهديداً وخطراً كبيراً على العروبة والإسلام . إن قيادة المملكة العربية السعودية ومجتمعها من أحرص القيادات والمجتمعات على السلم وتجنب المواجهات المسلحة ومن أحرصهم على حقن الدماء، ولكنهم في الوقت نفسه من أكثر الناس غيرة على الدين والوطن والاستعداد للتضحية بالأنفس والممتلكات في الدفاع عنها، وفي ظل ما أصبح يشكله الحوثيون ومن وراءهم من خطر على الدين والأمة فإن الأمل والرجاء ألا تتوقف" عاصفة الحزم" حتى تحقق جميع غاياتها وذلك بتطهير اليمن العزيز من عصابات الغدر والخيانة والعمالة، وتحقيق الأمن والاستقرار للشعب اليمني الشقيق، وللعالم العربي والأمة الإسلامية، والله الموفق مدير مكتب كهرباء طريب سعد مبارك القحطاني