عند ذكر بناء المساجد ونشاطات الجمعيات والمشاريع الخيرية يلفت انتباهك مسميات جميلة تجعل المسلم ينتشي بمجرد سماعها فضلا عن أفعالها, ولعل الجميع يسمع بها فمثلا ,مؤسسة ألراجحي الخيرية ,مؤسسة السبيعي الخيرية ,ومؤسسة العنود الخيرية ... وغيرها من المؤسسات الكبيرة والصغيرة التي تعنى بالأعمال الخيرية. إنها بحق مسميات رائعة بروعة أصحابها وأعمالها وفي الوقت نفسه تطرح تساؤلات لا يجيب عليها إلا التجار ورجال الأعمال في المنطقة الجنوبية !: أين أهل المليارات والملايين في المنطقة ؟!! لماذا لم ينشئوا مثل هذه المؤسسات الخيرية لينتفعوا بها هم أولا والمسلمون ثانيا وتعود عليهم بالخير في الدنيا والآخرة أن شاء الله ,أليسوا هم الأقربون وأقاربهم أولى بالمعروف؟!! عندما يرغب سكان أي قرية أو حتى مدينة في بناء مسجد أو مبنى خيري يتبع لجمعية البر أو جمعية القرآن أو مكتب الدعوة يبدأ اؤلئك بربط أمتعة السفر إلى الرياض أو جدة وغيرها و مخاطبة مؤسسات خارج المنطقة لتنفيذ هذا المشروع أو ذاك وكأن المنطقة خالية من رجالها الأغنياء محبي الخير لأنفسهم أولا ثم لأقاربهم . أيها الغني راجع حساباتك جيدا قبل فوات الأوان واجعل لك بصمة في حياتك وتنفعك بعد مماتك واعلم أن ما تقدمه لله فهو الباقي ,ولعل في حديث الحبيب المصطفي عليه الصلاة والسلام غنية عن كلام البشر فقد قال : "أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله قالوا يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه قال فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر" صحيح البخاري. والحديث فيه التحريض على تقديم ما يمكن تقديمه من المال في وجوه القربة والبر لينتفع به في الآخرة فإن كل شيء يخلفه المورث يصير ملكا للوارث فإن عمل فيه بطاعة الله اختص بثواب ذلك وكان ذلك الذي تعب في جمعه ومنعه وإن عمل فيه بمعصية الله فذاك أبعد لمالكه الأول من الانتفاع به إن سلم من تبعته. لاشك أن مجال الخير واسع ولا ينحصر في عمل معين فهناك من يحتاج العلاج و السكن والغذاء وقبل ذلك وهو أعظمها الدعوة إلى الله وتعليم القرآن الكريم و بناء الأوقاف و غير ذلك . نتمنى أن نسمع قريبا بمؤسسات خيرية تسد حاجات الجمعيات والمشاريع الخيرية في المنطقة وكل على حسب حاله .