من الذين صادقتهم في طريب وكانوا نعم الصديق ... المرحوم سعيد بن شلغم النهاري .. سمعت به عندما كنت في مدرسة حنين ، وعندما فتحت مدرسة آل عرفان. وهو اسمها الاول وكان له دور اساسي في قيام تلك المدرسة .. ومن جميل الصدف ان اخي وابن صديقي المرحوم محمد العابسي الأستاذ عبد الله ارسل لي صورة من صحيفة مضى عليها اكثر من خمسين عاما يطلب فيها المرحوم سعيد فتح مدرسة لتعليم البنين اذ كانت طريب تخلو من أي مرفق تعليمي وهذه وللإنصاف ان ننسب الخير لأهله. فان كل من درس في طريب مدان بالفضل بعد الله عز وجل لهذا الرجل وان ما زرعه منذ تلك الفترة من جهد وعمل اثمر يانعا في كل نواحي حياة اهل البلد وضرب المثل للآخرين بأن حياتك ليست في بقاءك حيا بل ان الذكر الطيب للمرء بعد وفاته حياة اخرى .. في جلسة معه يتحدث عن ما يواجه الانسان من امور وطريقة تعامله معها .. قال منذ زمن طويل اي قبل العام 1397بحوالي عشر سنوات والوقت بعد منتصف الليل أتى طارق للباب والبيت الحالي القديم المبني من الطين واظن انه لازال باقيا بأطلاله ... حملت الفانوس وخرجت واسال من الطارق....أجاب فلان .. فتحت الباب وإذ بعدد من الرجال لم اتبينهم جيدا بسبب الظلام.......قالوا......انت .. سعيد قلت نعم .....قالوا.. نحن أبناء فلان ... رجل اعرفه ليس من اهل طريب ... وهو يسلم عليك ويطلب ميلغا من المال ... وذكر انه بالآلاف ... وفي لغة تلك الأيام يساوي ربما بالملايين... يكفي ان تعرف اني...الكاتب ... اشتريت جديا جيدا ب53 ريال....وتابع الواقعة دعوتهم للدخول فاعتذروا سلمتهم المبلغ وان اصبح بايديهم حتي غادروا وغيبهم الظلام ... رجعت الي فراشي وجالت الأفكار في خاطري ... فانا لم اشاهد وجوههم جيدا. ومرت أفكار ووساوس المبلغ ليس قليلا.. ولكن يفرجها الله ..كان الموعد رد الحول أي بعد عام الحادثة تحظر للذاكرة وتغيب .. الى ان اقترب الاجل .. وفي الوقت المحدد وليلا قدم الاب ومعه أبناؤه وطلي .. استقبلتهم وقمت بالواجب وسلموا مالي عندهم واستراحوا ومع تباشير النهار توادعنا وانصرفوا الى وجهتهم.......هذه واحدة....ومما يدل على صواب رايه وبعد نظره ... اذ العرف ان المرأة عندما تضع مولودا ان كان ذكرا قالوا رجال وان كانت انثي قالوا راعية بهم ... وضعت زوجته ام عبدالعزيز مولودة فقال احد الحاضرين هذه راعية بهم ...نظر اليه نظرة عتاب ..وقال بعد سكوت ... مُدرسة ... وفعلا تعاقبت الأيام وإذ هي مدرسة. رحمك الله يا أبا عبد العزيز فقد كنت رجلا سابقا لزمانك ...