الرضى والسخط متلازمة للإنجاز والتهاون... مقاعد يتربع على عرشها عُشاق الأنا و كأن الله لم يخلق سواهم... تارة ينحنون على أوراقهم ليراهم الناس وكأنهم مثقلون بعاتيات العمل، وتارة تنحني أوراقهم لهم راجية منهم عتقها وإخلاء سبيلها. صناعة القرار لديهم يشوبها خلل، ويبنيها لهم ذووا آمال خاصة يجارون من يتغنى لهم ويستنكرون من يٓصْدُقُهم القول، ويسدي لهم النصيحة. لعل ما ذكرته بعاليه يحاكي واقع البعض، والبعض الآخر نجد نزاهته تسطر بماء الذهب. بصفتي أحد رجال التربية و التعليم أجد نفسي و منذ تكليف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزيرا للتربية والتعليم أصفق بحرارة و أرفع عقالي احتراماً لشخصه الكريم لأنني أرى تكليفه إنقاذا لميدان التربية والتعليم، كيف لا وهو أمير الفكر والأدب ورائدهما، فقد طالت بوادر فكره العالم بأسره. إنه الأمير صاحب النظرة الثاقبة، الذي منحه الله تعالى صفات القائد المحنك الذي يندر أمثاله، كنت أعشق لقاءه وقد تحقق ما أريد فقد شَرُفت بلقاء سموه الكريم إبان عمله أميرا لمنطقة عسير، التي جفت دموع سحابها لفراق لقائه، الذي كان يعقد لقاءاته السنوية برجال التربية والتعليم في منطقة عسير، في تلك الأيام، وإني لأجزم بأنه يتحدث عن التربية والتعليم وكأنه من سنّ تنظيماتها ورسم أهدافها بل وكأنه معلماً ومديراً ومشرفاً تربوياً .. بل يعيش دور كل من ينتسب للتربية والتعليم. وعلى قارعة فكرٍ جرفته الذكرى... تمر السنون و ترسم الأقدار الخُطى ليتربع أميرنا المحبوب على عرش التعليم في هذا الوطن الغالي وكأني أراه يمسك بقلمه الباذخ، ويرسم خطى ثابتة، همه الأول الدين ثم الملك والوطن، فما إن أكمل ربيعاً منذ توليه التعليم نجده يقترب أكثر من ردم فجوةٍ تعثر سابقيه في التعامل معها. أشجار شامخة لم يعد منها سوى اغصانٌ يابسه، وعشاق الأنا يتزايدون، وفارغي الفكر والأدب يتراقصون على أطلالٍ كانت من الورق. شمسٌ أشرقت وأضحى نورها يكشف حقائق كانت ساكنة تحت جنح ظلام مريب، وكأني أراها ترتفع و يزداد نورها ويصبح ظل التخبط و الارتجال قاصراً ليسكن تحته متجهاً لصفرية ننشدها منذ زمن .. لله درك أيها الأمير فقد جلبت معك لوزارة التربية والتعليم هيبة حقه لا يجهلها إلا مختل الشعور. فليعمل بجد وعزم من يُجِدُّ لأن عين الوزير تراه، وليعمل بحذر وعدل من يَجِدُ طريق الوزير إليه.