حتى الآن اقتصر تعاطي وزارة الصحة مع مرض الكورونا على إعلان حالات الوفاة والإصابة ونشر إرشادات الوقاية، بينما ينتظر المجتمع من الوزارة أن تضعه في صورة ما تقوم به من جهود لمواجهة المرض ومحاصرته والقضاء عليه، فهذا وحده ما يبث الطمأنينة في النفوس! الشفافية المعلوماتية محمودة ومطلوبة إذا ما تميزت بالصدق، لكن ذلك لن يكفي ما لم يقترن ببراهين عملية على أن الوزارة تدرك حجم الخطر وتملك القدرة على السيطرة على الوضع قبل أن يتفاقم، وحينها لا يعود الناس يبحثون عن أخبار يجدونها تحاصرهم من كل جانب! هناك حالة قلق حقيقي في المجتمع، كما أن هناك حالة عدم ثقة بما ينشر في وسائل الإعلام على لسان بعض المسؤولين، مما غذى الإشاعات السلبية حول أخبار المرض، ويمكن لأي مسؤول بالصحة أن يستشعر ذلك في المجالس ووسائل التواصل الاجتماعي التي باتت مقياسا للمزاج الشعبي! أفهم أن هناك عوامل تحكم التعاطي الإعلامي مع القضية تتعلق بتفادي بث الذعر في المجتمع والهلع بين الناس، لكن يجب على الوزارة أن تصارح الناس بمدى قدرتها على السيطرة على المرض والحد من احتمالات تفشيه، حتى لا يبدو الأمر في إطار الاجتهادات المخلصة التي تطارد المرض لإسعاف ضحاياه بدلا من اصطياده نفسه! الوزارة اليوم أمام مسؤوليتين: التصدي للمرض، وتهدئة مخاوف المجتمع!.