قال الله تعالى ( قل هذه سبيلى ادع إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحن الله وما أنا من المشركين ) المتأمل في هذه الآية الكريمة يجد أن الدعوة إلى الله تحتاج إلى طرق سليمة إلى إيصال الدعوة إلى المدعوين ومن هذه الطرق الحكمة في الدعوة وهي تنقسم إلى عدة أقسام : من القران الكريم قال الله تعالى ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجدلهم بالتي هي أحسن ) من تتبع سيرة النبي عليه الصلاة والسلام وجد أنه يلازم الحكمة في جميع أموره ثم بفضل الله دخل الناس في دين الله أفواجا , فعن انس رضي الله عنه قال - كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلىء حكمة وإيمانا فأفرغه في صدري ثم أطبقه ثم اخذ بيدي فعرج بي ....الحديث ) وهذا يثبت أن الحكمة من أعظم الأمور الأساسية في منهج الدعوة إلى الله تعالى . الحكمة تكون بالكلام اللين والرفق والعفو والحلم تارة وباستخدام الموعظة الحسنة المشتملة على الترغيب والترهيب تارة وبالجدال بالتي هي أحسن تارة أخرى وبالقوة والكلام القوي والضرب والتأديب وإقامة الحدود لمن كان له سلطة وبالجهاد والسيف والسنان تحت لواء ولي أمر المسلمين مع مراعاة الضوابط والشروط التي دل عليها الكتاب والسنة وهذه المرتبة تستخدم لكل معاند جاحد ظلم وطغى . أخيرا الدعوة إلى الله بالحكمة تجعل الداعي إلى الله يقدر الأمور بقدرها فلا يزهد في الدنيا والناس بحاجة إلى النشاط والجد والعمل ولا يدعو إلى التبتل والانقطاع كما أن الداعية يراعي أحوال المدعوين وظروفهم وأخلاقهم وطبائعهم والوسائل التي يؤتون من قبلها . أسأل الله أن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ..