هل رأيتم أحداً يهرب إلى حتفه عن قناعة ورضا؟ قد يستغرب القارئ من هذا المثال؛ ليقول مَن هو الذي يملك عقلاً حتى يفعل ذلك؟ والجواب ببساطة: هناك الكثير منّا يذهب بقدميه إلى حتفه، بل لدينا هروب جماعي للموت!! مَن منّا لا يعلم أن السمنة بوابة مفتوحة على مصراعيها للدخول لعالم الأمراض المزمنة ومضاعفاتها، ومع ذلك لا يحرك ساكناً لتخفيف وزنه؟!! مَن منّا لا يعلم يقينا أن الخمول البدني طريق ميسر لأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري وبعض أنواع السرطانات، ومع ذلك لا يزال يُمنّي نفسه بممارسة النشاط البدني دون حراك؟!! وقس على ذلك الإفراط في الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات والملح، انظروا كيف يتهافت المجتمع السعودي، بإفراط شديد، على بعض المطاعم التي تبيع المرض مغلفاً، وهو يعلم يقيناً أن تلك الأطعمة (متروسة) بأسلحة دمار الصحة!! تأملوا نسب تعاطي التبغ بشتى صوره في مجتمعنا، هذا عدا انتشاره بشكل مقلق بين النساء والمراهقات. ألا يمثل ذلك كله هروباً جماعياً طوعياً إلى الموت؟!! والمقلق في الأمر أن تلك السلوكيات المهددة للصحة تنتشر بشكل كبير في المجتمع. ولنأخذ على سبيل المثال الخمول البدني، الذي تشير الإحصاءات إلى أنه يصل إلى 80 % من المجتمع السعودي لدى البالغين، أما السمنة فيعاني منها واحد من كل ثلاثة بالغين في مجتمعنا. فهل آن لنا أن نُوقف هذا الهروب الجماعي للمرض والعلة والمضاعفات؟!!