طالب خبير في تعزيز الصحة بفرض ضرائب على المشروبات الغازية ، واستثمار عوائد الضرائب في تمويل البرامج الصحية. ووسط استمرارية تسويق شركات المشروبات الغازية لمنتجاتها بالتسعيرة الجديدة التي فرضتها قبل نحو أسبوعين بزيادة بلغت نحو 50%، نبه خبير تعزيز الصحة إلى أن التساهل في التعامل بجدية مع هذه الزيادة وعدم ضبطها بضريبة مناسبة قد يلحقه مطالبات مماثلة من قبل شركات العصائر الطبيعية والحليب والألبان،قائلا "يفترض أن يكون هذا النوع من الضرائب ثابتا على حجم الإنتاج الإجمالي للمصنع ، وليس على سعر البيع لتعطي أفضل النتائج". وحذر الدكتور عبدالرحمن القحطاني خبير تعزيز الصحة مستشار منظمة الصحة العالمية من لجوء شركات المشروبات الغازية إلى أساليب الترويج والدعاية لصنع الولاء لمنتجاتها (Brand Loyalty). وقال ل"الرياض" ستلجأ الشركات إلى رعاية العديد من الأنشطة الرياضية والاجتماعية والفنية، واستخدام المشاهير في الإعلانات لاستهداف أكبر شريحة من الأطفال والمراهقين لرفع مبيعاتها أمام هذه الزيادة، وهو ما يجب أن تقف أمامه الجهات الحكومية بحزم لمنعه بما يضمن عدم التغرير بتلك الفئات الحساسة من المجتمع. وأضاف " ان تلك الشركات تسعى لأهداف إستراتيجية في زيادة هذا السعر وذلك لترويج عبوة جديدة بديلة عن العبوة الفردية الصغيرة بحجم أكبر وبسعر يصل إلى ريالين، كما هو الحال في العديد من الدول، وستصبح لاحقا العبوة الدارجة في السوق السعودي وبالتالي فالمحصلة ستكون أرباحا إضافية لتلك الشركات، وإفراطا في الاستهلاك على ما نحن فيه من إفراط"،مشيرا إلى أن الزيادة بلغت 50% في العبوة الصغيرة 355مل في حين أن الزيادة بلغت 25% للعبوات العائلية، وأمام هذا التفاوت الكبير في السعر فقد يميل بعض فئات المجتمع لشراء العبوات العائلية عوضا عن الصغيرة، وهذا مدعاة لاستهلاك أكثر. وزاد"تطبق أكثر من 25 ولاية أمريكية أحد أنظمة الضرائب على المشروبات السكرية (وعلى قائمتها الغازية منها)، وتقدر العائدات السنوية لتلك الضرائب بما يقارب مليار دولار سنويا. كما تشير التقديرات في الولاياتالمتحدةالأمريكية أن وضع ضريبة بمقدار سنت واحد لكل 12 أونصة من المشروبات السكرية يمكن أن يصنع عوائد تقارب 1.5 مليار دولار سنويا، وتصل إلى أكثر من 16 مليار دولار سنويا في حال رفع الضريبة إلى سنت واحد لكل أونصة" واستعرض مستشار منظمة الصحة العالمية المضاعفات الصحية الناتجة عن الإفراط في استهلاك المشروبات السكرية ذات المحتوى الغذائي الفقير بما فيها الأنواع الغازية مؤكدا في الوقت ذاته أن كثرة تناول المشروبات السكرية (والغازية منها) يرتبط بزيادة الوزن والسمنة بين الأطفال والبالغين، وهو ما يعد أحد العوامل الرئيسة التي تؤدي للإصابة بداء السكري وأمراض القلب وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وبعض أنواع السرطانات إضافة إلى الأمراض المزمنة،وأضاف" على المستوى الوطني تشير الدراسات إلى ارتفاع نسبة البدانة بشكل مقلق جدا لدينا تتجاوز 36%، يشكل الإناث النسبة الأعلى، في حين أن نسبة السمنة المركزية التي ترتبط بشكل واضح بالإصابة بالسكري وأمراض القلب وصلت إلى 29.4%". واستند إلى أبحاث طبية أكدت الارتباط بين الإفراط في استهلاك المشروبات الغازية وزيادة مستوى مقاومة الأنسولين في الجسم والذي يعد عاملا مهما في الإصابة بداء السكري من النوع الثاني،مشيرا إلى أن معظم أنواع المشروبات الغازية ذات الاستهلاك العالي لدينا تحتوي على الكافيين وهي مادة منبهة للجسم تؤدي إلى فرط النشاط لدى الأطفال والمراهقين إذا استهلكت بكميات كبيرة. واستطرد" يضاف لتلك القائمة من المخاطر الصحية أنها مشروبات قليلة جدا في محتواها الغذائي، فهي مجرد سكريات وملونات ومواد حافظة، بالإضافة أنها تأخذ مكان المشروبات الصحية الأخرى وفي مقدمتها الحليب والعصائر الطبيعية والماء"،مبينا أن المشروبات السكرية تؤثر سلبا على عادات تناول الأطعمة واختيار الأطعمة الصحية.