مرهقة هي العلاقة بين المرأة والرجل في مجتمعاتنا الخليجية, فالمفاهيم السائدة فيها تولد الجفاف والقسوة, بالرغم من وجود التأصيل الديني لهذه العلاقة سواء كانت أخوة أو زواج أو حتى عمل وحب, لكن بسبب تضخيم الأعراف المجتمعية لدينا على اتباع التشريعات الدينية تولدت هذه الجفوة, وأصبحت العلاقة بين جفاف قاتل أو حميمية مستغربة! الأخيرة هذه تحولت من غرابتها إلى سلوك حيواني؛ لأن الرجل في مجتمعنا يجب ألا يكون لطيفاً وإلا فإنه سينضم إلى قطيع الخراف! قبل عدة أيام استضفت إحدى قريباتي وهي تحمل طفلتها الجميلة وأغراضاً أخرى بمفردها فقالت لي إن زوجها اعتاد أن يعاونها ويساعدها في حمل الطفلة والأغراض التي تكون معها دائماً في منطقتهم إلا أنه اليوم تعذر عن فعل هذا في الرياض حتى لا يقال عنه خروف! في الحقيقة دهشت كثيراً من أننا نُقوِّم علاقاتنا وتصرفاتنا بمعتقدات الآخرين حتى وإن لم نكن على قناعة تامة منها. لماذا يعتبر الزوج الذي يراعي الله في زوجته خروفاً؟!، كيف يغفل الرجل أن رجاحة عقله قد تحتاج إلى رأي أنثى قد تكون أصوب منه, وكيف يمكنه أن يعزف عن معاونة شريكته في الأماكن العامة بسبب الناس بينما يقدم لها ما ترغب بعيداً عن أعينهم؟ إن ازدواجية الأشياء لا تمنحنا الراحة, فالزوجة التي اعتادت على لطف زوجها لن تتقبل جفافه بسبب نظرة الناس, وسيولد هذا كثيراً من الخلاف لأن المبادئ التي ننتمي إليها يجب أن تكون سراً وعلانية, وأن نتمسك بها أمام عرف المجتمع الذي يعجبنا والذي لا يعجبنا وإلا فإنها لن تكون مبادئ طالما أننا نُقرنها بالناس والمواقف. خير ما يمكن أن يتبع هو قول الخطاب: "ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي- أي في الأنس والسهول – فإن كان في القوم كان رجلاً", فأمك وزوجتك وأختك لهن معاملتهن الخاصة التي لا عيب في أن تظهرها أمام الناس بدون حياء, فعندئذ ستكون إنسانياً أكثر فقط وليس خروفاً, ومرحباً بالخروف ما دام يقدر أنثاه ويجيد احتواءها. Twitter : @i_entsar