هناك مفارقة غريبة في الخطاب الدعوي الإعلامي الذي يشدد على سد الذرائع للحفاظ على «حياء المرأة» كمسوغ لبعض الأحكام الخلافية، فالحفاظ على «حياء المرأة» تحول لغاية بحد ذاتها تعطل لأجلها مصالح وحقوق المرأة، فكيف نقرأ فتوى الشيخ عبدالمحسن العبيكان الأخيرة التي أيدها الشيخ صالح السدلان والتي أشعرت المسلمات بأن سترهن كشف على صفحات الصحف ومواقع الإنترنت وحديث الناس وهم يتناولون مؤيدين ومعارضين تفاصيل خصوصيات جسد المرأة في نقاشات سفسطائية وسخرية مقذعة، فموضوع تلك الفتوى بات يشكل مادة لأفحش التحرشات اللفظية التي تتعرض لها النساء في الشوارع وغيرها، أما الرأي العلمي في موضوع فتوى الشيخ العبيكان، فيقول بأن الإجراء الذي دعا إليه لتحليل التعامل بين رجل وامرأة لا قرابة بينهما يعتبر من الممارسات المهيجة للشهوة ولو تم بشكل غير مباشر «عبر كأس» فهو سيثير الخيالات الجنسية حول صاحبة محتوى الكأس، بينما ذهب الشيخ أبو إسحاق الحويني لاشتراط «المباشرة» بدون واسطة «كأس»! وهذه تصنف علميا كممارسة جنسية باسم «Lactaphilia»، لهذا لتطبيق الفتوى أثر عكسي، خاصة مع جو التهييج الشهواني للفضائيات، وعدم إدراك العمالة لخلفيتها الفقهية، وقد تفتح في نفسية الشخص بابا لخيالات منحرفة تتعلق بالمحارم عموما لدخول عنصر الاستثارة الجنسية على مبدأ تلك الصلة عبر ذلك الإجراء، لتدفع المسلمات ثمن تلك الفتوى من كرامتهن وحياتهن، فالشيخ شمس الدين بوروبي من علماء الجزائر ذكر حالات عرضت عليه كمدير محل يريد إجبار موظفته على تطبيق تلك الفتوى وزوج أمر زوجته بتطبيقها مع صديقه وإلا سيطلقها، وفوق كون الإجراء مهدرا لحياء وكرامة المرأة فهو يتطلب تناولها لهرمونات غالبا تتسبب بإصابتها بسرطان الثدي. ماذا سيقول الناس لو أن رجلا مؤتزرا بمنشفة الحمام من السرة للركبة يذهب بها لعمله؟ رغم أنه مراع لحد الحلال والحرام، لكن وفق ذوق المجتمع فعله غير مقبول، فهناك ما هو أكثر من حد النصوص المجردة وتعريفات الحلال والحرام التقنية، فبسبب تلك الفتوى صار الفقه الإسلامي عرضة للسخرية والتشنيع، وهذا ينفر الشباب عن الدين وبخاصة الإناث ناهيك عن غير المسلمين فالفتوى تناقلها الإعلام العالمي بشماتة. وبالعموم هناك أزمة في لغة الخطاب الدعوي بالنسبة المرأة، فمثلا في «تحقيق للدكتور نهار العتيبي؛ مجلة الدعوة، العدد/ 2185/22-3-1430ه «يقول الدكتور سعيد غليفص القحطاني إمام وخطيب جامع التويجري في الرياض: «المرأة في الغرب كالبعرة المرمية في الطريق الكل يطؤها بقدمه، وكالمزبلة الكل يرمي فيها قاذوراته»! لماذا خمس مواد دينية تدرس للطالب لم تولد الثقة بأن لخريجها شخصية عفيفة ذاتيا كشخصية الجاهلي عنترة بن شداد القائل: وأغض طرفي ما بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها إني امرؤ سمح الخليقة ماجد لا أتبع النفس اللجوج هواها قال الشيخ ابن عثيمين في شروط أن يحرم الرضاع المرضع على الرضيع «من الشروط عند جمهور أهل العلم أن يكون الرضاع في زمنه أي الزمن الذي يتغذى فيه الطفل بالرضاع أما إذا تجاوز ذلك الزمن بأن فطم ولم يكن مرتكزا في رضاعه على اللبن فإن تأثير اللبن في حقه غير واقع، وذهب بعض العلماء لأن رضاع الكبير محرم». [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة