في زمنٍ تجف فيها كثبان السحاب عندها نقول عفواً أيها التعليم فبيتك هش مفارقات في مجتمع التعليم تجلت بين قتل و بكاء و فقدان سمع و نزف دماغ طالباً له حق و عليه حقوق و معلماً عليه حق و له حقوق فذاك يغرق في سيل دمٍ من طالبٍ قاتل و آخر فقد سمعه و زاد نزفه و طالب ينوح و يأن بدموعٍ تكاد تظهر على خديه أخاديدها من معلمٍ أفتقد حنان الأب و المربي أساطير جعلتنا نستظل تحت بيوت العنكبوت و نبتسم و كأننا نعانق المجد و نحتفل بريعانه خطط و أهداف برامج متنوعة مشاريع للتطوير لقاءات قادة العمل قرارات مدوية تصريحات ناطقين محترفين كل هذا في ظل ميزانية يكاد إعلامنا يعجز عن ذكرها لضخامتها يقولون بأن هناك شركات تم اختيارها لتعيد هيكلة وزارتنا !!! لا أدري ربما ما قالوه يفتقد الصواب و لكن هل عجز أهل الفكر ؟ هل عجز أصحاب البحوث العلمية ؟ هل عجز قادة التغيير و التطوير ؟ هل عجز أصحاب الشهادات العليا؟ هل يعجزون و غيرهم في دراسة واقعنا مع متغيراتنا و إمكاناتنا علامات استفهام متنقلة و كأنها تضع نفسها أمام كل إستفسار دعونا الآن ننطلق في ميدان تربيتنا بفكرنا لا بأجسادنا جاعلين أداة تجوالنا فكرنا و رصيد معلوماتنا منذ عصر الكتاتيب ذات الإمكانات البسيطة إلى مدارس بدائية كانت مخرجاتها سليمة الفكر و المنطق و ها نحن الآن في عصر الازدهار المعرفي والثورة المعلوماتية ماسكين بأيدينا قلم رصاص نهايته مهشمة فنجد عجز في كادر المعلمين يكاد يجتاح ظلاله الديار تخصصات تفتقد لأدوات و وسائل تعليمها وسائل نقل متهالكة ناهيك عن سائقيها و مدى تأهيلهم فنجد بعض سائقي و سائل النقل مُبعدين من أعمالهم أو من عمالة قادمة للوطن لا تعي دورها صيانة متعثرة و خاماتها من رخيص السلع ميزانيات تشغيلية لا تكاد تكفي لأن تصرف على اليسير من متطلبات المدرسة فكيف ببقية الاحتياجات، أعباء لا حدود لها تثقل كواهل المعلمين و المعلمات ريادة صف و نشاط و منسقين للبرامج و لجان و مجالس و غيرها الكثير مناطق و محافظات مرغوبة لجغرافيتها و آخرى تعج بوابلٍ من الهروب و أعذار مفتعلة لأنها قابعة في أطراف خرائط الورق و هناك معلمين يضعون أنفسهم في قائمة الغرائب ناسين و متناسين دورهم التربوي الهام بعيدين عن تطوير ذاتهم جامعات تفوّج آلاف الخريجين بتخصصات مختلفة فأين يذهبون ؟؟؟ تربية و تعليم خاوية .. تبكي نفسها و إن طاب مُقامها رقصت على جرفٍ هار، قد تهوي بها أعاصير التربية والتعليم إلى مكان سحيق، زمنٌ اندثر فيه الصواب و تلاشت فيه القيم. هيبة المعلم تئن ، وحقوقه تحتضر، ورسالته تسلب. فلا حقوق تجعلنا نحن المعلمون نتباها بها و لا هيبة تمنحنا حق الأرتقاء وزاراتنا نحتاج فقط لأن نتمتع بما يسمونه الأمن الوظيفي كما يحتاج منا أبنائنا و بناتنا الطلاب و الطالبات . فكر تربوي متطور يحاكي العصر الحديث في ظل سياسة التعليم و منهجيتها بعيداً عن العقاب البدني و اللفظي فمتى يكون ذلك لنا ومتى يكون علينا ؟؟