نحن في هذه الأيام نمر بموسم مزاد إيماني ! وتجارة من نوع آخر ! وتسابق إلى الزيادة ! ومسارعة في الغنى ! ولكن البضاعة غالية ؟ ومالكها هو الله ! فهل سيخسر أحداً من المتاجرين مع الله ! وهل ستقصر خطى من سابقوا وسارعوا إلى ربهم ! كلاّ والله ! فمن سار على الطريق الموصل إلى الله فقد فاز !ولا يهم الترتيب والنسبة بقدر ما يهم صحة الطريق وسلامته من الصوارف والحوادث المؤلمة ؟ فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز . وما الحياة الدنيا إلّا متاع الغرور ؟ مفتاح النجاة والفوز في السباق ليس رصيدا في حساب ملك أو وزير أو أمير أو تاجر أو مهندس أو طبيب ؟ بل هو في مكان بارز يستطيع كل أحدِ أن يأخذه بحقه ! فهل يليق بعاقلٍ أن يترك مفتاح السعادة والفوز والنجاة وهو في متناول يده ؟ واليوم نحن نمر بهذا المضمار الرحب . ونحب أن يفوز الجميع . ويكسب الكل . ويتوّج كل أحد ؟ فرق بين السباق إلى الله والسباق على جوائز الدنيا ؟ فالسباق إلى الدنيا فيه تنافس وحسد وحقد على كاسب الرهان والسبق وأضرب لذلك مثالا كرة القدم ؟ وكفى بها مثالا حياً . وليعذرني إخواني المشجعين للكرة والأندية. وأمّا السباق إلى الله فإن المتسابقين في ذلك المضمار يفرحون بالفوز والسبق لمن كان معهم ؟ إيثار ! أم كرم ! هو محبة الخير للغير ؟ هذه العشر مليئة بالفرص والطرق السريعة للربح والفوز وزيادة رصيد الإيمان والتقوى .سأذكركم ببعضها على عجالة ،: أعظمها الحج لمن تيسر له .وسأسرد البقية لغير الحاج . 1- التوبة إلى الله أعظم ما يكون في هذه العشر وفي غيرها ؟ لأن الله يفرح بتوبة عبده من الذنوب أشدَّ من فرحه بطاعاته وقرباته . 2- كثرة الذكر والتسبيح والتكبير بنوعية المطلق والمقيّد . 3- العفو عن الناس رجاء أن يعفو الله عنا. 4- قراءة القرآن وتدبره . 5- صيام ما تيسر منها إن لم تكن كلها . 6- الإحسان إلى خلق الله بشرا أو حيوانا أو طيرا أو غيره رجاء أن يحسن الله وفادتنا إليه . 7- صيام يوم عرفة تحديدا . 8- ذبح الأضحية والقيام بحقوق الله فيها . 9- صلة الأرحام . 10- أن نأخذ بنصيبنا من صفات الكمال والرفعة ومنها : 11- التواضع والخشوع والخشية والرحمة والتودد والعفو والصلة والتبسم والكرم والصفح والإيثار والدعاء لكل مسلم . هذه تذكرة لنفسي ولكل من قرأها لعلها تلقى لديكم قبولا وتطبيقا فأنال أجرها مثل من فعلها , وليس شرطا أن أكون مطبقا لها فأن مقصر وأنتم كذلك وليس لنا غير عفو الله لنا جميعا .ومن كان رجائه بربه فلن يخيب .وهذا الحديث خلاصة حديثي إليكم بعد إنقطاع وطول عهد . أخرج البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أيام العمل الصالح فيها أحبّ إلى الله من هذه الأيام - يعني أيام العشر - قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء. ) خلاصة * لا تزدري أحدا ولا تشمت بأحد ولا تحتقر أحدا ولا تتكبر على أحد فقد يكون عند الله خير من ملئ الأرض من أمثالك ؟ خاتمة * أشكر كل من أسدى إلي نصحاً أو معروفا ذكرته أو نسيته ودعائي لكم بظهر الغيب ولوالديكم بالفوز بالفردوس الأعلى من الجنة . والسلام عليكم . محبكم في الله قالط محمد الدريس أبا أسامة