(وإذ قال ربك أني جاعل في الأرض خليفة ) لحظة إبداع أبدعها البديع سبحانه وأوجدها من العدم والملائكة في حالة ذهول وانبهار (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) أن كان من اجل العبادة وحدها فها نحن ( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ) ليأتي الجواب في قمة اللطف ( اني اعلم مالاتعلمون ) الخليفة هنا هو ادم عليه السلام ومن بعده ذريته والذي نثرهم الله في شتى بقاع الأرض لتتحقق الحكمة ويبدا هذا المخلوق في تحقيقها من خلال التعرف على كنه الكون واسراره، ينظر إلى السماء بغير عمد ولافطور ليرجع البصر خاسئا وهو حسير متسائلا كيف ؟ ولماذا ؟ فلا يلبث إلا أن يسبح بحمد الله ويقدس له .....يمد البصر في الأفق البعيد على صفحات المياة الممتدة بعينين اتسعت أحداقهما دهشة وحيرة لماذا لا يطغى الماء على اليابسة (بينهما برزخ لا يبغيان ) بحار مليئة بالكنوز ( فيهما اللوءلوء والمرجان )ومن كل الحلال واللذائذ فلا يلبث إلا أن يصرخ من أعماق قلبه سبحان ربي وبحمده وهكذا تستمر الحياة يأكل فيسبح ....يشرب فيسبح ويشكر ....تتوالى حكمة الله ليتحقق المطلب الآخر وهو عمارة الأرض فلا يستطيع أن يحصل على لقيمات تتنافر إلى فيه لتقيم صلبه إلا بكد وكدح وربما عناء وشدة ( وقل اعملوا ) وهنا تتعدد المواهب وتتباين الهمم وتتنوع مصادر الرزق وتتشعب الاحتياجات وبالتالي تتشكل الطبقية في المجتمعات من أثرياء وأغنياء وفقراء وكل ميسر لما خلق له ( فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ) وضوح القانون يؤدي إلى تحقيق الهدف (فامشوا في مناكبها) لم يقل فاسعوا لان هذا خاص بحكمة الإيجاد في تحقيق العبودية ( فاسعوا إلى ذكر الله) وإنما المشي باعتدال وفي مناكبها للبحث عن ما يناسب وما يستطيعه الإنسان حسب قدراته العقلية والجسمية والخبرات الحياتية إذا تم تطبيق القانون بدقة فان النتيجة( كلوا من رزق الله ) إذن من يمشي في طلب الرزق أو الوظيفة كونها اهم مصادره وسعى لها سعيها من تهيئة دراسية وفكرية وثقافية فلن يعدم ضمان الرزق من الله وأما من اثر الدعة والاستمتاع بملذات الحياة والكسل والخضوع لهوى النفس فالقانون لا يضمن له الرزق