مع تغيّر الحياة وتطوّرها وما يحدث من تغيير في طرق ووسائل التواصل الإجتماعي بسبب ثورة التكنولوجيا الهائلة دعونا نتأمل ما أحدثته هذه الوسائل من إنفتاح واندماج وتلاقي وسهولة إبداء للرأي ومناقشه للرأي الآخر وما نراه من مساحات للحريّه أصبحت أكثر إتساعاً من أي وقت مضى تتيح لكل الناس إبداء أرائهم بكل حريّه سواءً بأسمائهم الحقيقية أو المستعاره والتي قد تجد لها مبرراً في بعض الدول القمعيه التي لا تسمح بأي رأي قد يزعزع سلطتها وتسلّطها على شعوبها أو قد يجلب لها شبح الحريّه المخيف الذي يصول ويجول في بلدان الربيع العربي ومحاولة التصدي لذلك الشبح الذي أرّق مضاجعهم وشتت أفكارهم وغير رؤاهم نحو شعوبهم المضطهدة ولكن بعد فوات الأوآن بالنسبة للكثير منهم ممن أسقطتهم رياح التغيير .. ومن يعتقد أن القطار قد فات فهو واهم لأنهُ لم يفُت والبقيه ستأتي والرياح لم تهدأ ومسلسل الثورات مستمر بل إنه في أبهى صوَرِه وأجمل حلقاته على الرغم من كل المحاولات اليائسه لإخضاعه وتشويه سمعته ممن دعموه في البدايه وسوّقوا له معتقدين أنه باستطاعتهم ترويضه وتسييره بما يخدم مصالحهم ويعزّز سطوتهم ولم يدركوا أنهم سيتذوقون مرارة ما صنعته أيديهم وأن السحر سينقلب على الساحر .. لو عرفت تلك الحكومات الدكتاتورية ما ستجلبه لهم وسائل التواصل الاجتماعي هذه من ويلات لما سمحوا لها بالدخول الى بلدانهم وفضحهم وتجريدهم أمام الملأ .. نعم إنهُ وطن إفتراضي . يمكن للكل أن يدخل إليه بدون أية قيود أو نقاط تفتيش أو جمارك أو جواز سفر أو تأشيرة دخول. وطن لكل الأوطان . وطن لكل الشعوب التي سُلبت حقوقها وكُممت أفواهها. وطن أنت فيه من يحدد ما تريد وأنت فيه من يسنّ القوانين وأنت من يشرّع وذلك بما يمليه عليك ضميرك وخُلقك في تعاملك مع الآخرين.. وطن لمن ليس له وطن يحتضنه ويأويه. وطن لمن رُفِضوا في مجتمعاتهم بدون ذنب. تلك المجتمعات المغلقة والمغرّر بها والمنساقه خلف معتقدات تم غرسها وتأصيلها داخلها حتى أصبحت مع مرور الزمن من المحرّمات التي تُدخلك نار الطُغاة والمستبدّين .. أما الآن فقد تغيّرت قواعد اللعبه ومن كان يُراقِب بِالأمس أصبح مُراقباً اليوم ومن كان يحاسب الناس أصبح اليوم محاسَباً. لا تحفّظ على أحد ولا يوجد أحد فوق قانون العالم الجديد ومن استطاع من المُفسدين الصمود حتى الآن فاعلم أن سقوطه سيكون مدوّياً.. لِذلك وعَوداً على بدء فأنني أقول : من رأى منكم منكراً فليغيره في الفيس بوك فإن لم يستطع ففي التويتر فإن لم يستطع ففي الواتس آب وهو أضعف الإنكار .. بقلم / سافر آل سافر