إلى هيئة مكافحة الفساد ... تجاوزتم مرحلة التأسيس ولم نتلمس أثر مرحلة العمل الفعلي فأين أنتم ؟؟!! في العدد ( 215 ) من صحيفة الشرق الصادر بتاريخ 6 / 7 / 2012 كنت قد كتبت مشاركة بعنوان ( مكافحة الفساد ... الجميع شركاء في المهمة ) تحدتث فيها عن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وتطلعات المواطن تجاهها وذكرت أن الهيئة آنذاك ما زالت في طور البناء والتأسيس وأنه لم يمضي على إنشائها سوى عام واحد تقريبا ويصعب أن نصدر حينها الحكم على جهودها وتقييم عملها في مهمتها الكبيرة ضد الفساد , وتحدثت أيضا عن دور المواطن في التعاون مع الهيئة لمكافحة الفساد وما يمثله هذا الدور من أهمية ودعم بالغ الأثر وقد كان للهيئة من ذلك ما أرادت فأعطيت فرصة البناء التأسيس الكافية من قبل المواطنين وأيضا وجدت منهم تعاونا كبيرا وقد صرح بهذا التعاون مسؤولوها أكثر من مرة بأن الهيئة تتلقى عدد كبير من البلاغات ضد الفساد من قبل المواطنين وبشكل يومي وهذه دلالة واضحة على تعاون المواطنين ودعمهم للهيئة . ولكننا اليوم اقتربنا من مرور عامين على قيام الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ودخلنا مرحلة جديدة تجاوزت فيها مرحلة البناء والتأسيس إلى مرحلة القيام بدورها الفعلي والتعاون المأمول مع المواطن الذي دعمها ببلاغاته ومعلوماته وساندها بتطلعاته وأصبح من حقه أن يصدر أحكامه على جهودها في مواجهة الفساد .. والحقيقة الواقعة التي لاتحتاج شرحا ولا استدلال أننا كمواطنين لم نر من تلك الجهود المأمولة من هيئة مكافحة الفساد في محاربة الفساد والحد منه ما يرقى للطموح مطلقا . وبدا للمواطن المتابع للمشهد التنموي أن جهود الهيئة ضعيفة وقواها هشة في معركتها ضد الفساد بشراسته وشدة بأسه , فهذه الميزانيات المباركة للدولة ما زالت تسجل فائضا كبيرا ومتزايدا وما زال ولي الأمر – وفقه الله - يوجه ويؤكد دوما على ضرورة أدائها بكل أمانة وإنصاف وعلى رعاية حقوق المواطنين فيها وأناط بهذه الهيئة المسؤولية كاملة لملاحقة الفاسدين وعبر عنها صريحة بقوله الواضح " كائنا من كان " . ومع ذلك ما أكثر ما نجد اليوم من المشاريع المتعثرة بل والقائم منها نجدها تعاني من قصور وخلل كبير في التنفيذ ومع ذلك لم نسمع ولم نشاهد أي عمل فاعل وحقيقي وملموس من الهيئة تجاه ذلك . مع إعلان كل ميزانية يخرج إلينا معظم مسؤولو الوزارات يتحدثون عن وعودهم للمواطن كل في مجاله , فهناك الوعود بالتوظيف وتحسين الأوضاع الوظيفية ولكننا لم نجد منها شيء وما زالت مجرد وعود وهمية واعتقد أنها ستبقى كذلك . وهناك من المسؤولين من يتحدث عن وعود في الإسكان والقروض العقارية ولم نجد شيء منها . ووعود أخرى بمدن طبية ورعاية صحية للمواطن لم نجد منها شيء . وتصريحات بتطوير التعليم وحقوق المعلمين والطلاب ولم نجد منها شيء غير ملايين صرفت على تغيير الشعار فقط وهو ما وجدناه من التطوير . وعود – أيضا – في مراقبة الأسواق ومنع التلاعب في الأسعار ولم نجد منها شيء . كثير من المشاريع الخدمية والحيوية الهامة التي سمعنا عنها ووعدنا بها بعض المسؤولين في تصريحاتهم عبر وسائل الإعلام ولكن الواقع الفعلي الذي يعيشه المواطن يشهد بأن لا شيء منها تحقق وأن شق الفساد أكبر من رقعة هيئة مكافحته . إن المواطن البسيط الذي يتطلع إلى ضبط الأسعار وتوفير السكن الملائم والرعاية الصحية والتعليم المتطور الطموح أصبح اليوم أشد يأسا وأقل تطلعا لهيئة النزاهة . وقوائم التوظيف تزداد أعدادها ويطول انتظارها وحافز لحق بركب التحايل والتمايل على القرارات السامية فأين هي الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد من كل ذلك ؟؟؟ وأين هي جهودها الغائبة التي لم نشاهد منها شيء !! أرى من وجهة نظر خاصة أن على رئيسها وكل من ينتمي لهذه الهيئة أن يخرجوا عن العمل الإعلامي والوهمي إلى المواطن بعمل حقيقي يلمس أثره وينعم بنتائجه فإن لم يستطيعوا فعليهم أن يترجلوا عن جواد النزاهة ... عوض بن علي الوهابي – سراة عبيدة