إن الإسلام هو آخر الأديان السماوية السابقة و خاتمها, وهو الدِّين الحقُّ الذي ارتضاه الله تعالى للعالمين وأَخبَر سبحانه أنَّه لا يُقبَل من أحدٍ سواه، قال تعالى:( إِنَّ الدّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإْسْلاَمُ ..) 19, آل عمران، وقال سبحانه: ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإْسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) 85 , آل عمران , و هو منْهج ربَّاني أنزله الله تعالى، و له خصائص كثيرة : أعظمها أنه دِين إِلهيّ , حفِظَه الله بالكتاب و السنة من التَّحْريف و التَّعطيل , قال تعالى: ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) 9, الحِجْر, و غايته تحيق العُبوديَّة لله تعالى , و القيام بشعائر الإسلام , وكسب الأجر و الثواب , و هو مُنزَّه عن الخطَأ و النسيان و الزيادة و النقصان ,إنَّه دين الشُّمُوليَّة و الإعجاز والكمال , صالح لكل زمان ومكان , ,و دِين الفِطْرة ,فالمَولود يُولَد على تقَبُّل الإسلام ما لم يُؤَثِّر عليه الوالدان أو المجتمع و نحوهما ,فيُبْعِدَانِه عن الإسلام , قال صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ) رواه البخاري ومسلم.ومُلائم للفطرة البشَريَّة, و تحقيق رغباتها المختلفة ما دامت توافق تعاليم الدين , والإسلام شرْع عام للثقَلَيْن , قال تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإْنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) 56, الذَّاريات ، و شامل لجميع متطَلَّبات الحياة : الاجتماعية و التعليمية و الأخلاق و السياسية و الصِّحِّية و الاقتصاد و غيرها , حتى الكون الواسع بأفلاكه, و ما فيه من عوالم و معالم كثيرة تتَوَافَق مع تعاليم الدين, و تقوم عليها كثير من شعائر الدين و أنماط الحياة المختلفة, و هو دين الوسطيَّة والاعتدال في العقيدة, و جميع ميادين الحياة, فلا غُلُوّ و تَشَدُّد, و لا تفريط, , و دين يهْتمُّ بالعلم, فَأَوَّل آية نَزَلَتْ قوله تعالى : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) 1, العَلَق , و يُقَدِّر العلماء , قال تعالى : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأْلْبَابِ ) 9 , الزُّمَر.و يدعو إلى التَّفَكُّر و التَّدبُّر في بديع خلق الله لمخْلوقاته المختلفة في أنماط حياتها , فيزْداد المؤْمن إيمانا , و يتعَلَّق بالله طاعة و انقيادا، قال جل وعلا: ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفاق وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) 53, فصِّلت . و هو دين يدعو المسلم إلى التفكر في المآل , و أن يعمل لآخرته , و ألاَّ ينسى نصيبه من الدنيا. أ /عبد العزيز السلامة /أوثال