أحزن كثيراً عندما ازور مكان يحتضن بقايا أمسنا الجميل وماترك لنا الأجداد من تراث ثم أجد القائم على إدارة المكان أوالبيع رجل من أي جنسية أخرى لاعلاقة له بالتراث ابدا . كيف نعزز ثقافتنا ؟ وكيف نحافظ على تراثنا وهي بين أيدي هؤلاء ؟ كثير من الجيل الجديد لايعرف ماكان عليه أجدادهم وماكانوا يستخدمون من تلك المقتنيات وآلية استخدامها ويحتاجون إلى من يخبرهم عن كل كبيرة وصغيرة ثم يأتون إلى المكان الذي يعلمون مسبقاً أنه مفترض أن يتعلمون منه ويجدون ضالتهم فيه ويجدون أنفسهم أمام شخص يجهل مايريدون وأن علم شيء لم يتقن نطقه وبالتالي يصعب على السائل الفهم وربما فهم بطريقة ترسخ له معلومات مغلوطة ويخرج بثقافة ضحلة ليس لها ركيزة يستند عليها. سوق الثلاثاء الشعبي أكبر الأسواق الشعبية في المنطقة الجنوبية عامة وعسير خاصة يحتضن أجمل المقتنيات الأثرية ومن مختلف المحافظات , لكن لايكاد يخلو محلا من أحد العمال من الجنسيات الأخرى والغريب في الأمر إنهم من الرجال والنساء ويغلب الظن أنهم ممن يعملون في المنازل, قد يقول قائل لا نكون سبباً في قطع الرزق عن هؤلاء العمالة وهم محتاجون للعمل وأنا لا ارتضي أن أكون سبباً ابدا لكن هناك أماكن للعمل بعيدة عن التراث وربما أوسع رزقاً. من المسؤول عن تراثنا وفقد قيمته وجماله؟ هل هم أصحاب المحلات أنفسهم , أم هيئة السياحة والأثار ؟أم من هو المسؤول عن اندثاره وتحوله لسلعة متداولة في أيادي لاتعي ماهو ومايعني لنا؟ أرى أن الجميع يحملون على عاتقهم كامل المسؤولية فهو لايخص شريحة دون أخرى ولاتكلف جهة المحافظة عليه دون أخرى كلنا يدا واحدة نحافظ عليه ويكون أما بإستبدال العمالة من الجنسيات الأجنبية بشباب الوطن فلو اتيح لكل شاب أن يتعلم ويثقف نفسه ثم يعمل في تلك المحلات أضاف الكثير للتراث السعودي وهناك حل آخر كثر هم رجالات الوطن المتقاعدون عن العمل ويرغبون في العودة لميدان العمل فهم أجدر بالعمل يوفر لهم حياة عملية جديدة تهب لهم حياة جديدة وأعلم بما كان يقتني ابائهم من أدوات التراث . لابد أن تكون لنا بصمة جادة ومشرفة حول تراث المملكة العربية السعودية.