المشاعر المزيفة الكتابة عن هذا الموضوع يمس طبقة في مجتمعنا ويعتبر من الخطوط الحمراء التي لا يجب على أي كاتب مهما كان أن يتجاوزها أو أن يمسها لأنها رموز ذات كفاح في سبيل دمار المجتمع المحافظ الحر المحترم . لذلك عندما أحببت أن ابدأ في كتابة حروفي هذه المتناثرة ترددت كثيرا لأنني قد أصيب بسهم قلمي احد من الأقرباء أو الأصدقاء أو الأخوان الذين تربطني بهم هذه العلاقات بحكم أن مثل هذه المشكلة أصبحت سائدة في المجتمع وقليل من الناس يكون في مأمن منها , و كل شخص إلا من رحم ربي يتعاطاها بصفة يومية .... أخي القارئ الكريم عندما تدعى إلى المناسبات والاحتفالات القبلية والعائلية .. ومنذ أن يرحب بك المضيف وحتى ينتهي الحفل وأنت ترى وتسمع نفاق اجتماعي واضح وسافر وتزييف للمشاعر لم يراعى فيه مخافة الله والصدق في القول والعمل ..ونسي من نسي بأن هذه المشاعر إن لم تكن صادقة في تعابيرها فإنها ستكون فاضحة لأهلها أمام الجميع. ولو صفق لها منافق أو مجامل فإنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح. مقدم الحفل يوزع المناصب والألقاب على أهل المشالح الذين زينت لهم المنصة ونحن نعلم من يكونون في حقيقة الأمر. الشعراء يمدحون ويثنون على من يجزل لهم العطاء وترى الشاعر يكاد أن يتفجر في رقبته عرق من التفاعل في ثناء ومدح من لا يستحق حرفا من هذه المعلقة العصماء ..وقد يكون المدح له مسايرة لغيره من الشعراء الذين سبقوه في مدح هذا الفلتة في زمانه الأعوج. من لديه سيارة فاخرة فانه يدخلها إلى مكان خاص داخل القاعة وأمام الحضور يكون استقباله ويخصص له مكان في صدر المجلس أو القاعة ويكون توديعه بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب. أما صاحب السيارة ( المتأخر موديلها ) فإنها تكون في أقصى الشارع حتى لا يراها احد أو بالأحرى لن يهتم فيها احد ولا حتى في صاحبها الذي يرحب به عند مدخل القاعه ولكن ببرود سافر ويجلس في أي مكان في القاعة وهو قد يكون وزنه عند الله أكبر من ما يضنون. في الآونة الأخيرة ... استحدثت طريقة جديدة في الاحتفالات وخاصة القبلية .. وهي أن يقوم احد الشعراء بمدح القبيلة المضيفة ويجزل المدح لهم سواء كانوا يستحقون أو لا يستحقون ولكن ماذا يحدث يقوم أحد الأعيان أو أكثر من واحد برمي بشوتهم على هذا الشاعر شكرا وتقديرا له على هذا الثناء وينقلب الحفل إلى بهرجة من نوع خاص ولو يتقدم احد المشايخ الفضلاء ليقدم لهم حديث أو نصيحة أو فائدة لم يحرك فيهم ساكنا بل قد ينشغلوا بالأحاديث الجانبية . ألم يعلموا بأن كل كلمة مسجلة من لدن رقيب عتيد : قال تعالى: - وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ،إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ،مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ - ق عن بلال بن الحارث المزني قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه . وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب الله عليه بهاسخطه إلى يوم يلقاه " . وان كل فعل مهما كان بسيطا معلوم من لدن حكيم عليم : حيث قال تعالى ( و ان عليكم لحافظين . كراما كاتبين . يعلمون ما تفعلون ) وهنا أقول للجميع ( ارحمونا من التفرج على هذه المسرحيات الهزلية الساخرة التي أدمت قلوبنا وكرهنا بسببها كل حفل ومناسبة سعيدة لأننا نخرج منها ونحن لسنا بسعداء ) بقلمي الخائف من التزييف ربيع الأول /1433ه