في بعض المجالس والديوانيات أشخاص لم يتورّعوا عن ساقط الكلام , لهم ألسنة تقطر سفها وفحشاًً مما يلوكونه من فاحش القول وبذاءة اللسان التي يترفع عنها كل ذي خلق رفيع وأدب جم . إنها الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها . لا ندري ماذا أصاب هؤلاء حينما يغشون مجالس الأخيار ليفسدوها بالفاحش من القول ليضحكوا من حولهم ممن يتلذذون بمثل هذه القصص والروايات الساقطة التي حِيكت من نسج الخيال للفت الأنظار وإضحاك الناس بالكذب والافتراء . أين هؤلاء من قول الله عز وجل: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق 18 . وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً }الأحزاب70 . وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك بها جلساءه يهوي بها أبعد من الثريا , وفي رواية إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجة وأن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم) رواه البخاري . وعن أبي الدرداء رضي الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق , وأن الله يبغض الفاحش البذيء ) رواه الترمذي . وذكر الإمام النووي ( أنه ينبغي لكل مكلّف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلاّ كلاماً ظهرت فيه المصلحة . لأنه قد ينجرّ الكلام المباح إلى حرام أو مكروه . ذلك كثير في العادة والسلامة لا يعدلها شيء ) انتهى كلامه . فعلى المسلم أن يترفّع عن الفحش ورديء الكلام فحسن الخلق من كمال الإيمان . وصدق أبو تمام حين قال . يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العُود ما بقي اللحاء فلا والله ما في العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء إذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستح فاصنع ما تشاء